جهود غير مثمرة
فخرج الخادم فقال: معكم كتب فلان وفلان و... وهميان فيه ألف دينار وعشرة دنانير منها مطلية.
فدفعوا إليه الكتب والمال، وقالوا: الذي وجّه بك لأخذ ذلك هو الإمام.(1)
جهود غير مثمرة
إنّ المعتمد الذي كان يعتقد ـ لسذاجته ـ انّه وصل إلى مبتغاه وحقّق أهدافه باستشهاد الإمام انّه لا يوجد هناك خطر يهدد حكمه المستبد، ولكنّه ولأجل أن يرتاح باله قام بأعمال أُخرى تبيّن مدى تعطّشه للسلطة ومدى قلقه من ابن الإمام العسكري ـ عليه السَّلام ـ ، فقد أمر جلاوزته بأن يداهموا بيته ويفتشوا أثاثه بشكل تام، وختم على جميع ما فيها; ومن ناحية أُخرى كان قد سمع بأنّ للإمام ولداً فأمر بطلب أثر ولده ـ عليه السَّلام ـ ، وجاءوا بنساء يعرفن الحمل، فدخلن إلى جواريه ـ عليه السَّلام ـ ينظرن إليهن، فذكرت بعضهن انّ هناك جارية بها حمل، فجعلت في حجرة ووكّل بها نحرير الخادم ـ أحد خدّام الخليفة ومن البلاط ـ و أصحابه ونسوة معهم ليعرفوا حقيقة الأمر(2)، ولم يزل الذين وكّلوا بحفظ الجارية لازمين لسنتين حتى تبيّن بطلان ما توهّم عليها من الحمل.(3)
ولكي يتظاهر بأن ليس للإمام ولد وييأس الشيعة ويفقدون الأمل في الإمام التالي، قسّم المعتمد ميراثه ـ عليه السَّلام ـ بين أُمّه وأخيه جعفر. (4)غير انّ الشيعة كانوا
1-إكمال الدين، الشيخ الصدوق، ص 475.
2-أُصول الكافي:1/505; البحار:50/329.
3-أُصول الكافي:1/505; البحار:50/329.
4-أُصول الكافي:1/505; البحار:50/329.