لما ذا قعد الإمام الحسن ـ عليه السَّلام ـ وقام الإمام الحسين ـ عليه السَّلام ـ ؟
صدى الأحداث في المدينة
واستقوى هذا الاستعداد شيئاً فشيئاً وتوجهت شخصيات العراق الكبيرة إلى الحسين طالبين منه القيام والثورة.(1)
صدى الأحداث في المدينة
ولقد كان كلّ حدث من أحداث معاوية يجد ـ بعد استشهاد الإمام الحسن ـ صدى في المدينة حيث الإمام الحسين ويكون مداراً لاجتماعات يعقدها الإمام مع أقطاب الشيعة في العراق والحجاز وغيرهما من بلاد الإسلام، يدلنا على ذلك انّه حين قتل معاوية حجر بن عدي الكندي وأصحابه خرج نفر من أشراف الكوفة إلى الحسين فأخبروه الخبر وأثار هذا استنكار المؤمنين.
وهذا يوحي لنا بأنّ حركة منظمة كانت تعمل ضد الحكم الأموي في ذلك الحين وإن دعاتها هم هؤلاء الأتباع القليلون المخلصون الذين ضن بهم الحسن عن القتل، وانّ مهمة هؤلاء كانت بعث روح الثورة في النفوس عن طريق إظهار المظالم التي حفل بها عهد معاوية انتظاراً لليوم الموعود.(2)
لما ذا قعد الإمام الحسن ـ عليه السَّلام ـ وقام الإمام الحسين ـ عليه السَّلام ـ ؟
بينت الأبحاث السابقة دوافع صلح الإمام الحسن غير انّه قد بقى هناك سؤال وهو انّه لماذا قعد الحسن وقام الحسين؟ فإذا كان الصلح عملاً وجيهاً وصحيحاً فلماذا لم يصالح الحسين يزيد؟ وإذا كان الأصل هو الحرب فلماذا لم
1-ولكن الإمام الحسين بن علي عليمها السَّلام كان يأمرهم بطاعة الإمام الحسن ـ عليه السَّلام ـ ويقول لهم: «وأمّا أنا فليس رأيي اليوم ذلك، فالصقوا رحمكم اللّه بالأرض واكمتوا في البيوت واحترسوا من الطنة مادام معاوية حياً».
2-ثورة الحسين ـ عليه السَّلام ـ ظروفها الاجتماعية وآثارها الإنسانية: 150ـ 151.