ب: السكوت الذي لا يغفر
الف: وصية الإمام الدينية السياسية
كتب الإمام الحسين ـ عليه السَّلام ـ قبل أن يترك المدينة وصية إلى أخيه محمد بن الحنفية ذكر خلالها انّه خرج لإصلاح الأُمّة الإسلامية، وللأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإحياء سيرة جدّه وأبيه، وقد كتب بعد أن بين عقيدته في التوحيد والنبوة والمعاد بهذا النحو:
«إنّي لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً وإنّما خرجت لطلب الإصلاح في أُمّة جدّي وأبي، أُريد أن آمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فمن قبلني بقبول الحقّ فاللّه أولى بالحق، ومن ردّعليّ هذا أصبر حتى يحكم اللّه بيني و بين القوم بالحق، وهو خير الحاكمين».(1)
وكما نلاحظ انّالإمام حصر دوافع ثورته في أربعة أُمور:
أ. اصلاح الأُمّة .
ب. الأمر بالمعروف.
ج. النهي عن المنكر.
د. السير على سيرة جده ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ وأبيه علي ـ عليه السَّلام ـ وإحياء سنّتهما.
ب: السكوت الذي لا يغفر
عندما انطلق الإمام الحسين نحو العراق نزل بمكان يسمّى بيضة وخطب بأصحابه وأصحاب الحر خطبة بيّن خلالها دوافع ثورته:
«أيّها الناس انّ رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ قال: من رآى سلطاناًجائراً مستحلاً
1-بحار الأنوار:44/329.