الجبرية
بلغت سطوته وقدرته فانّه يحتاج في النهاية إلى دعامة فكرية آيديولوجية وفلسفية حيث يتم تبرير سلوك ذلك النظام السياسي والاقتصادي في ضوئها.
وبعبارة أُخرى: تحتاج السلطات الحاكمة الظالمة مضافاً للأدوات العسكريةالبوليسية إلى آليات فكرية ونفسية كي يتسنّى لها أن تجعل الجماهير طوع إرادتها، ذلك انّه إذا كان للشعب آيديولوجية صحيحة وكان النظام الحاكم نظاماً منحرفاً أصبح من الصعب خضوع الشعب له.
ومن هنا تتضح ضرورة وجود دعامة فكرية وآيديولوجية لمثل هذا النوع من الحكومات بشكل جيد.
ومن المؤكد قد تكون هذه الدعامة على شاكلة تيار أو اتجاه فلسفي أو بشكل مذهب وعقيدة دينية طبقاً لاختلاف المجتمعات .
و قد رأى الحكم الأموي الطاغي واللاإسلامي نفسه في حاجة ماسّة إلى مثل هذه الدعامة الآيديولوجية، ومن حيث إنّ المجتمع مجتمع إسلامي اضطر أن يسبغ على جرائمه طابعاً من التبريرات الدينية ليخدّر و من خلال مسلسل إعلامي ديني فكر الجماهير. ويجب ألاّ تظن بأنّالحكم الأموي كان غير مهتم بما يحكم به الشعب عليه، وانّه كان يقول مع ما يقوم به من جرائم: ليقول الشعب ما يريد، لا بل يريدون الرأي العام أن يبثوا مجموعة من الأفكار والعقائد بين الناس حتى تستقبل أذهانهم الوضعية الراهنة وتعد من أفضل الوضعيات وعليهم يجب الحفاظ عليها.
الجبرية
أحد أساليب تخدير الجماهير والرأي العام وإخضاعهم هي إشاعة عقيدة الجبرية وعندما تريد الحكومات الطاغية تبرير كيانها تصير ذات نزعة جبرية