ب: إحياء سنّة الشهادة
لعن اللّه ابن مرجانة واللّه لو انّي صاحب أبيك ما سألني خصلة أبداً إلاّ أعطيته إيّاها، ولكن اللّه قضى ما رأيت، فكاتبني من المدينة وانه إلي كل حاجة وتقدم بكسوته وكسوة أهله، ولكن قيل انّأهل البيت لم يقبلوا ذلك.(1)
هذا ولم يدم عمر يزيد أكثر من أربع سنوات بعد مأساة كربلاء، غير انّه ترك هذا العار والفضيحة إرثاً لبني أمية يلاحقهم ممّا دفع بالخلفاء الأمويين فيما بعد ممن كان له أدنى عقل ودراية أن يحترز من التورط في تكرار أعمال يزيد كما كتب اليعقوبي مؤرخ الإسلام الشهير:
كتب عبد الملك بن مروان إلى الحجاج الذي كان عامله على الحجاز: فحسبي دماء بني عبد المطلب، فإنّي رأيت آل أبي سفيان لمّا ولغوا فيها لم يلبثوا بعدها إلاّ قليلاً.(2)
ب: إحياء سنّة الشهادة
حينما جاء نبي الإسلام بدين جديد يقوم على الإيمان باللّه، أحيا في الواقع سنّة الشهادة وأُسسها، وقد كانت الشهادة والرغبة فيها في سبيل اللّه ولأجل انتصار الحقّ السبب الأوّل والرئيس في كثير من انتصارات المسلمين الكبيرة، ولكن بعد رحيل رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ ونتيجة لانحراف الحكم الإسلامي عن طريقه الحقيقي وجرّاء كثرة الفتوحات وازدياد الغنائم وتراكمها في مركز الخلافة وأسباب أُخرى ،فقد المسلمون روحهم الجهادية واعتادوا على الدعة و العافية حتى راح الناس يطيعون ـ خوفاً من ضياع حياة الدعة والراحة والتورّط في النزاعات
1-كامل بهائي، عماد الدين الطبري، 302.
2-تاريخ اليعقوبي: 3/49، ضمن أحداث عهد حكم عمر بن عبد العزيز، وقد نقلنا هذا النصّ مسبقاً في هذا الكتاب.