تقييم الدوافع الثلاثة
يطالبوه بالبيعة.
وهكذا الإمام بالنسبة إلى دعوة الكوفيين فإنّه لم يثر لدعوة الكوفيين له حيث قد لاحظنا تأخّر دعوتهم ومراسلتهم له عن امتناعه عن البيعة حوالي شهر ونصف الشهر، و من هذه الزاوية كان منطق الإمام الحسين منطق الشجب والاعتراض ومهاجمة الحكومة اللإسلامية.
وقد كان منطقه هو انّه حيث إنّ العالم الإسلامي قد ساد فيه المنكر والفساد وتلوّث بهما وكانت السلطة الحاكمة هي مصدر ذلك كلّه كان من الضروري أن يثور انطلاقاً من مسؤوليته الدينية وواجبه الإلهي، وكما أشرنا كان لهذه الأسباب الثلاثة دور في ثورة الحسين العظيمة، وأوجب كلّ واحد منها نوعاً خاصاً من المسؤولية بالنسبة إليه، فكان موقفه ـ عليه السَّلام ـ يختلف ازاء كلّ منها.
فكان موقف الإمام ـ عليه السَّلام ـ دفاعياً بالنسبة إلى الدافع الأوّل، لأنّهم أرادوا إجباره على البيعة وكان هو يحجم عن ذلك.
وكان موقفه ازاء الباعث الثاني موقفاً تعاطفياً، لأنّهم طلبوا منه أن يتجاوب معهم فأجابهم.
وأمّا السبب الثالث فقد كان موقف الإمام ازاءه موقفاً هجومياً متحرشاً ذلك انّه حتى لو لم يطالبوه بالبيعة، فكان عليه أن يهاجم السلطة ويعتبرها سلطة غير إسلامية ولا شرعية.
تقييم الدوافع الثلاثة
لنلاحظ أي الأسباب الثلاثة أكثر أهمية.
ولا شكّ انّللاستجابة لدعوة الكوفيين أهمية كبيرة، لأنّ الإمام ـ عليه السَّلام ـ قد