دوافع المأمون
بقين من المحرم، سنة خمس عشرة ومائتين وهو اليوم الرابع والعشرون من آذار ثمّ سار حتّى أتى تكريت. وفيها قدم محمد بن علي بن موسي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب من المدينة في صفر ليلة الجمعة.
فخرج من بغداد حتّى لقي المأمون بتكريت فأجازه وأمره أن يدخل عليه امرأته ابنة المأمون، فادخلت عليه في دار أحمد بن يوسف التي على شاطئ دجلة فأقام بها، فلما كان أيّام الحجّ خرج بأهله وعياله حتّى أتى مكة، ثمّ أتى منزله بالمدينة فأقام به.(1)
دوافع المأمون
كان لهذا الزواج الذي أصرّ عليه المأمون دوافع سياسية تماماً، ويمكن التعرّف عليها بالصورة التالية:
1. بتزويجه ابنته للإمام يكون قد وضع الإمام تحت سيطرته ومراقبته ليعرف الصغيرة والكبيرة من أفعاله، وقد أدّت ابنته مهمتها في إعداد التقارير لأبيها جيداً، والتاريخ يشهد على ذلك.
2. انّه أراد من هذا الزواج أن يربط ـ بتصوّره الساذج ـ الإمام ببلاطه الذي يسوده المجون والخلاعة ويجره إلى اللهو واللعب والفسوق، و بذلك يشوّه قداسة الإمام ولتسقط مكانته وعصمته ويبدو ذليلاً طائشاً في عيون الناس.
3. انّه أراد أن يضع حداً لثورات العلويّين وانزعاجهم منه، وليتظاهر
1-الحياة السياسية للإمام الجواد ـ عليه السَّلام ـ 79 نقلاً عن كتاب «بغداد» تأليف أبوالفضل أحمد بن أبي طاهر الكاتب.