4. دعم الشيعة مالياً
فزاحمني البغل على الطريق، فناداني السقّاء صح على البغل، فرفعت الخشبة التي كانت معي فضربت البغل، فانشقت، فنظرت إلى كسرها ،فإذا فيها كتب فبادرت سريعاً فرددت الخشبة إلى كمّي، فجعل السقّا يناديني ويشتمني....
فلمّا دنوت من الدار راجعاً استقبلني عيسى الخادم عند الباب فقال يقول لك مولاي أعزه اللّه:« لم ضربت البغل وكسرت رجل الباب؟».
فقلت له: يا سيدي لم أعلم ما في رجل الباب.
فقال ـ عليه السَّلام ـ :«ولم احتجت أن تعمل عملاً تحتاج أن تعتذر منه؟ إيّاك بعدها أن تعود إلى مثلها، وإذا سمعت لنا شاتماً، فامض إلى سبيلك التي أمرت بها، وإيّاك أن تجاوب من يشتمنا أو تعرّفه من أنت، فإنّنا في بلد سوء و مصر سوء، وامض في طريقك فإنّ أخبارك وأحوالك ترد إلينا، فاعلم ذلك.(1)
وتدلّ هذه الرواية على أنّ الإمام كان يضع رسائله السرية في جوف الخشب، ويبعث بها إلى عثمان بن سعيد الذي كان موضع ثقته وسره، ويأمر بذلك وقّاد الحمام الذي عمله جمع الحطب وكسره، وبالطبع انّ ذلك لا يثير الشك لدى الآخرين، ولكن كاد عدم توخّيه الاحتياط يفضح كلّ ذلك .
4. دعم الشيعة مالياً
ومن المواقف الأُخرى للإمام العسكري ـ عليه السَّلام ـ هو دعم واسناد الشيعة من الناحية المالية لا سيّما أصحابه المقرّبين، ويتّضح من خلال دراسة حياته جيداً انّه كان بعض أصحابه يشكو إليه العسر والضيق المالي أحياناً فيحل ـ عليه السَّلام ـ مشكلته، ويتفق انّه ـ عليه السَّلام ـ يبادر إلى حل مشاكلهم المالية قبل أن يظهروا ذلك.
1-مناقب ابن شهر آشوب:4/427.