مجلس القضاء
كهارون وأفعاله لأمر عسير في ضوء المنطق الديني، ولكنّه قد سهل الأمر على نفسه في تبرير أعماله بشراء ذمم المرتزقة من الفقهاء والقضاة المتهالكين على حب الدنيا.
مجلس القضاء
ومن مصاديق مكر هارون البارزة وتظاهره بالديّن والتدين هي قضية استشهاد وقتل يحيى بن عبد اللّه. و قد كان يحيى بن عبد اللّه وهو من أحفاد الإمام الحسن من سادات بني هاشم وشخصية ممتازة ومن أصحاب الإمام الصادق وخاصته.(1)
وخلال أحداث ثورة الحسين شهيد فخ على الحكم العباسي الظالم شارك يحيى في جيشه، وقد عدّ من قادة جيشه الكبار، وقد ذهب بعد هزيمة الحسين واستشهاده إلى الديلم برفقة جماعته، ونشط هناك وانضم إليه الناس وشكّل قوات معتد بها.
ثمّ أرسل هارون الفضل بن يحيى البرمكي مع جيش إلى الديلم وبعد ان دخل
1-مقاتل الطالبيين ص 308 . وينقل المرحوم الكليني في الكافي(1/366) رسالة من يحيى بن عبد اللّه إلى الإمام موسى بن جعفر عليمها السَّلام ينتقد خلالها أسلوب الإمام وأسلوب أبيه القدير الإمام الصادق، ويجيب عليه الإمام إجابة حادة.
و قال المرحوم العلامة المامقاني في كتابه (تنقيح المقال:ج3 مادة يحيى) مشيراً إلى هذه الرسالة: لا يمكن الطعن في سند هذه الرواية غير انّمضمونها يخالف ما نعرفه عن يحيى (أي قد يكون الخطأ من المحدّثين).
وقد أثبت مؤلف كتاب حياة الإمام موسى بن جعفر انّهذه الرواية لا يمكن التعويل عليها، لأنّها مرسلة أوّلاً وفي سندها مجاهيل ليس لهم ذكر في الكتب الرجالية ـ حياة الإمام موسى بن جعفر:2/99.