مأساة فخ الدامية
وسيرته وأعماله القبيحة في ذلك أكثر، وراحت تظهر موجة غضب عارمة في جميع الأرجاء.
ومن المؤكد هناك أسباب عديدة تسببت في حدوث هذه الأوضاع غير انّ السبب الذي أثار غضب الناس أكثر من أي شيء آخر هو التضييق على بني هاشم والعلويين.
فقد ضغط على العلويّين وبني هاشم وضيّق عليهم منذ بداية خلافته، ومنعهم حقوقهم التي كانوا يتقاضونها من بيت المال منذ عهد المهدي، وأحدث الرعب والخوف بينهم من خلال مطاردته المستمرة لهم، وأمر باعتقالهم في جميع الإرجاء وبإحضارهم إلى بغداد.(1)
مأساة فخ الدامية
أثارت هذه المضايقات الأحرار والشجعان من رجال بني هاشم ودفعتهم إلى مواجهة الاضطهاد والقمع المستمر الذي يقوم به الحكم العباسي، وراحت تنمو بذرة حركة مناهضة للحكم العباسي بقيادة واحد من أحفاد الإمام الحسن المجتبى يسمّى الحسين صاحب فخ.(2)
ولم يكن قد آن أوان تشكيل هذه الحركة، ولم يأت موعد ظهورها الذي هو موسم الحج، غير انّمضايقات عامل المدينة الشديدة آنذاك تسبّبت في أن تندلع نارها بشكل أسرع، وكان عامل المدينة الذي هو من المعادين لأهل بيت النبوة يعامل ـ ليكون قد خدم جهاز الخلافة بشكل جيد ولعله لإثبات جدارته ـ
1-تاريخ اليعقوبي: 3/142.
2-وهو الحسين بن علي بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب وحيث قد قتل بأرض تسمّى فخ على بعد 6 أميال من مكة في حربه مع جيش العباسيين اشتهر بصاحب فخ أو شهيد فخ.