موقف الإمام الصادق ـ عليه السَّلام ـ إزاء ثورات العلويّين
استشهاد زيد
وفي الليل أحضروا طبيباً لينزع السهم من جبينه غير انّه لم يكن من السهل نزعه لعمق دخوله، وفي النهاية نزع الطبيب السهم من جبينه، فاستشهد زيد للجرح الكبير الذي أحدثه فيه ذلك السهم(1)، وقرّر أصحابه أن يدفنوه في ساقية كانت هناك ويجروا عليه الماء حتى لا يجده أزلام هشام، ثمّ غيروا مجراها فدفنوه فيها فأجروا الماء عليها مرة أُخرى.
ولكن وللأسف كان أحد أزلام هشام موجوداً هناك وشاهد عملية الدفن وأخبر يوسف بن عمرو بذلك، فأمر بنبش قبره وإخراج جسده ففصلوا رأسه عنبدنه وصلبوه في كناسة الكوفة لمدة أربع سنوات، ثمّ أنزلوه فأحرقوه وذري رماده في الهواء.
موقف الإمام الصادق ـ عليه السَّلام ـ إزاء ثورات العلويّين
وهنا يطرح هذا التساؤل: ماذا كان موقف الإمام الصادق إزاء الثورات الشيعية ـ و منها ثورة زيد ـ التي قادها العلويون؟ هل وقف إلى جانبها؟ فإن لم يكن كذلك فما هو السبب؟
وجواباً على ذلك يجب التذكير بأنّ لكلّ ثورة هدفين رئيسيين عادة:
الأوّل: تقويض النظام القائم الذي أثار غضب الثوريين.
الثاني: إقامة نظام مثالي آخر بدل النظام السابق.
ويظهر من دراسة ثورات العلويين منذ نهايات الحكم الأموي حتّى عصر الحكم العباسي انّ تلك الثورات كانت تمثل تمرداً على الحكم القائم في
1-استشهد زيد بن علي يوم الجمعة في صفر سنة إحدى وعشرين ومائة (مقاتل الطالبيين، ص139).