انتقاء أكثر أساليب الكفاح تأثيراً
وهكذا صراخ وصوت الحسين المدوي وتضحياته ما كانا ليسجّلا في التاريخ من دون صلح أخيه بهذا الشكل.
وانّ كلّ أُولئك الذين اتهموا الحسن بطلب العافية والدعة وتمنّوا متأثرين بعواطفهم: ليته اختار الشهادة وخلق من ساباط ـ اسم مكان الصلح ويومه ذلك الصلح الثوري المصيري وبعبارة أُخرى يوم عاشوراء الحسن ـ عاشوراء ثانية ومن الكوفة كربلاء أُخرى كانوا مخطئين إلى أبعد الحدود.
انتقاء أكثر أساليب الكفاح تأثيراً
ربما كان احتمال الشهادة أسهل على الحسن، غير انّه وكباقي الأئمّة كان عليه أن يفكّر بإنقاذ الإسلام والمسلمين وانتقاء أكثر أساليب الكفاح فاعلية فقط.
ولو دقّقنا وتعمّقنا قليلاً في عصر الحسن لما كنا نجد هناك ما هو أنجع من سياسة السلم والصلح، لا سيما إذا كان بدافع تضخيم الدور الرسالي وبهدف الحياة لأجل الموت بطريقة أفضل ولو كان يثور ويقوم بكفاحه المسلح فريداً بلا أعوان لما كان هناك امتداد للإمامة.
ولعلّه إذا كان يملك مثل أخيه اثنين وسبعين ناصراً من الصدّيقين والفدائيين كان ينتفض بتلك الانتفاضة أيضاً، و لكن ماذا يبقى أمامه ليفعله عندما يجرده العدو من الأنصار ويجند حتى زوجته لقتله بالسم، ويدفع بقادة جيشه للمساومة عليه وتسليمه إلى معاوية مكتوف اليدين، وبالتالي يحرض قائد جيشه الذي كان يفترض أن يستعين به في معركته على التمرّد عليه، غير الصلح والسلم؟! والوحيد الذي كان بإمكان الحسن أن يعتمد عليه هو الحسين الذي