انتقال الإمام من المدينة إلى سامراء
عنك وعن التعرض لك وبخلافك، وأعلمته موضعك عندي، وكتبت إلى أيّوب(1)أمرته بذلك أيضاً، وكتبت إلى موالي بهمدان كتاباً أمرتهم بطاعتك والمصير إلى أمرك وأن لا وكيل سواك».(2)
وعلى أية حال كان دور منظمة الوكالة بارزاً لا سيما في عهد المتوكل، وقد حاول المتوكل ومن خلال تجنيد الذين يحملون فكر العداء للعلويّين أن يقضي على مخالفيه ويمحو النشاطات المنظمة والسرية للعلويين والإمامية خاصة. وبدأ بسلسلة من عمليات اعتقال الشيعة وقمعهم، واستمر في سياسته هذه بكل قساوة وبدون رحمة حتى نكّل ببعض وكلاء الإمام في بغداد، المدائن والكوفة ومختلف مدن العراق ومات منهم تحت عمليات التعذيب ومنهم ظل مسجوناً.(3)
وقد أنزلت هذه الأعمال ضربة كبيرة على منظمة الوكالة غير انّ الإمام الهادي وبمساعيه الناضجة حافظ على حيويتها ونتاجاتها.
انتقال الإمام من المدينة إلى سامراء
ولأجل مراقبة الإمام الهادي عن كثب اتّبع المتوكل نفس طريقة أجداده الخبيثة، وكان يعد لأن يريح نفسه من ناحية الإمام بأي وسيلة كانت، وقد رأينا قبل ذلك طريقة المأمون في مراقبة تحركات الإمام الجواد ـ عليه السَّلام ـ ، فقد استطاع أن يراقب تحركات الإمام حتى في بيته من خلال زواج ابنته منه وأن يضبط جميع لقاءات الإمام وسكناته وحركاته.
1-أيّوب بن نوح بن دراج ، قاموس الرجال:2/242.
2-اختيار معرفة الرجال: 611ـ 612، الحديث 1136.
3-نفس المصدر، ص 603 و 607، الحديث 1122 و 1129 و 1130; جاسم حسين، تاريخ سياسى غيبت امام دوازدهم ص 83; الغيبة ، الطوسي:212.