دافع المأمون الرئيسي من وراء إقامة مجالس المناظرة
وكان من الطبيعي ان تخترق ثقافات هذه البلدان السابقة المركز الإسلامي وتؤثر عليه، ويكون لهذا النفوذ الأثر في امتزاجها بالفكر والثقافة الإسلاميين الأصيلين بينما كانت تتمتع بالغث والسمين والصحيح والفاسد في آن واحد.
دافع المأمون الرئيسي من وراء إقامة مجالس المناظرة
وبعد ان فرض المأمون ولاية العهد على الإمام علي بن موسى الرضا عليمها السَّلام راح يقيم مجالس كبيرة للمناظرة وندوات علمية، وكان يدعو إليها كبار العلماء في ذلك العصر من مختلف الأديان. وممّا لا شكّ فيه انّ الغلاف الظاهري لهذه الدعوة هو إثبات وتبيين منزلة الإمام الراقية ولكن ما الذي يكمن وراءها من حقيقة؟ فهذا ما بحثه الباحثون:
1. فيقول جماعة وهم ينظرون إلى هذا الموضوع بنظرة متشائمة ـ و لهم الحقّ في ذلك، لأنّ القاعدة الأوّلية في تحليل رؤى الطغاة السياسية هو التشاؤم ـ لم يكن للمأمون هدف من وراء ذلك غير الحط من شأن الإمام في عيون الناس لا سيما الإيرانيين الذين يميلون إلى أهل بيت العصمة بشدة، ظناً منه انّ الإمام لا يتمتع بدراية عن المعرفة وطرق الاستدلال سوى إلمام بسيط بالقرآن والحديث، وقد استدلّ هؤلاء لإثبات نظريتهم بنفس كلام المأمون الوارد في كتب التاريخ كما جاء في رواية النوفلي أحد أصحاب الإمام المقرّبين حيث نقرأ:
قدم سليمان المروزي متكلّم خراسان على المأمون فأكرمه ووصله، ثمّ قال له: إنّ ابن عمي علي بن موسى قدم علي من الحجاز، و هو يحب الكلام وأصحابه، فلا عليك أن تصير إلينا يوم التروية ـ 8 ذي الحجة ـ لمناظرته.(1)
1-ولعل انتخاب هذا اليوم لمشاركة العلماء بشكل أكبر.