الإعلام المضلّل
قد عاشوا وشاهدوا خلال الخمسين سنة الماضية هذا النوع من الحكم سابقاً .
ولا شكّ كان هناك من يعتقد بأنّ المدينة في عهد الرسول ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ كانت تعيش هذا النوع من الحكم أيضاً(1)و في النهاية كان الشاميون يرون سلوك معاوية بن أبي سفيان سلوكاً إسلامياً. حكم معاوية الشام 42 عاماً، خمسة أعوام منها في عهد الخليفة الثاني، وحوالي اثني عشر منها في عهد الخليفة الثالث، وما يقل عن خمسة أعوام في عهد خلافة أمير المؤمنين ـ عليه السَّلام ـ ، وحوالي ستة أشهر في خلافة الإمام الحسن الظاهرية، وأخيراً حكم باسم الخلافة الإسلامية فترة تقارب العشرين سنة.(2)
الإعلام المضلّل
وخلال هذه الفترة الطويلة نسبياً علّم معاوية الشاميّين بطريقة أماتت فيهم الوعي الديني، وجعلهم يسلّمون له رقابهم طاعة وخضوعاً بلا أدنى اعتراض.
لم يكن معاوية يسيطر على الشاميّين من الناحية العسكرية والسياسية فقط، بل كان يهيمن عليهم فكرياً ودينياً أيضاً، وخلق منهم أُناساً صماً بكماً لا يفقهون، ليملي عليهم بما يشاء ممّا يضفي عليه طابع التعاليم الإسلامية دون اعتراض، وقد نجح وبما يتمتع به من دهاء وخديعة متميزين نجاحاً باهراً ملحوظاً في هذا المجال.
كلّنا يعرف مكره وخديعته في تشويه وجوه متألّقة من مثل علي ـ عليه السَّلام ـ وبدعته في سبّه، وفي خديعة مفضوحة تخدع العوّام أشاع معاوية بعد استشهاد عمار بن ياسر ـ المقاتل التسعيني والمجاهد الإسلامي القديم والكبير ـ في صفين بين يدي
1-الدكتور جعفر الشهيدي، ثورة الحسين ـ عليه السَّلام ـ ، ص 185.
2-تاريخ عاشوراء، ص 47.