دور الإمام الرضا ازاء الموجة الفكرية الدخيلة
والمناظرة، وكان له مجلس يجتمـع فيـه أهـل الكلام من أهـل الإسـلام وغيرهم مـن أهل النحـل.(1)
دور الإمام الرضا ازاء الموجة الفكرية الدخيلة
وبالرغم من وجود هذه الجهود العلمية، فانّ الذي كان مثاراً للقلق هو انّه كان يوجد من بين هؤلاء المترجمين أشخاص متطرفون ومتعصبون من الأديان الأُخرى مثل الزاردشتيين والصابئة والنساطرة والروم وبراهمة الهند، الذين كانوا يترجمون الكتب العلمية الأجنبية من اللغات اليونانية والفارسية و الهندية واللاتينية وغيرها إلى العربية.
ولا شكّ انّ جميع هؤلاء لم يكونوا يحملون نوايا حسنة في عملهم، وكان البعض منهم يحاول أن يتصيّد في الماء العكر ليحصل من سوق انتقال العلوم الأجنبية إلى المجتمع الإسلامي( ذلك السوق المزدهر) على فرصةمناسبة لبث عقائدهم المنحرفة المسمومة، ولهذا السبب وجدت العقائد الخرافية والأفكار المنحرفة اللا إسلامية طريقها ـ و هي بين دفتي هذه الكتب العلمية في الظاهر ـ إلى البيئة الإسلامية وأثّرت في أفكار جماعة من الشبـاب والبسطاء بشـكل سريع.(2)
1-تاريخ الإسلام السياسي، الدكتور إبراهيم حسن:2/296ـ 299.
2-وكتب الدكتور طه حسين المفكر المصري حول التأثير السيء الذي أحدثه تعرف المسلمين على الثقافات الأجنبية وخاصة الثقافة اليونانية:
ثمّ لم يلبثوا ان عرفوا ألواناً من الثقافات الأجنبية والثقافات اليونانية خاصة والفلسفة اليونانية على وجه أخص، فتأثّروا بهذا كلّه واتّخذوه وسيلة إلى الدفاع عن دينهم كما فعل النصارى واليهود، ثمّ مضوا إلى أبعد من ذلك فآمنوا بالعقل وحكّموه في كلّ شيء وزعموا انّه وحده مصدر المعرفة، وقد غرهم إيمانهم بالعقل فدفعهم إلى شطط بعيد...وهذا هو الذي فتح عليهم أبواب هذا الاختلاف الذي لا ينقضي وجعلهم فرقاً نيفت على السبعين. مرآة الإسلام: 340.