دور عبد اللّه بن الزبير
البصرة، وأعلنوا في اجتماع لهم بالناس: «قدمنا من عند رجل ليس له دين يشرب الخمر ويضرب بالطنابير ويعزف عنده القيان، ويلعب بالكلاب، ويسمر عنده الحرّاب ـ و هم اللصوص ـ وانّا نشهدكم أنّا قد خلعناه» .
وقال ابن حنظلة:
«جئتكم من عند رجل لو لم أجد إلاّ بنيّهؤلاء لجاهدته بهم، وقد أعطاني وأكرمني وما قبلت منه عطاءه إلاّ لأتقوّى به» .
فبايع الناس أثر ذلك عبد اللّه بن حنظلة وطردوا عامل المدينة وجميع الأمويين منها، وبعد أن اطّلع يزيد على الأمر أرسل مسلم بن عُقْبَة الذي كان طاعناً في السن ومطيعاً لبني أُمية مع جيش جرّار لقمع الانتفاضة والقضاء عليها، وقال له : «ادع القوم ثلاثاً فإن أجابوك وإلاّفقاتلهم، فإذا ظهرت عليهم فانهبها ثلاثاً، فكلّما فيها من مال أو دابة أو سلاح أو طعام فهو للجند».
هاجم جيش الشام المدينة واندلعت حرب دامية بين الفريقين، وانهزم الثوريون في النهاية، وقتل قادة الانتفاضة، فراح مسلم يقتلهم بشكل جماعي لمدة ثلاثة أيام وينهب أموالهم، وقد اقترف مقاتلو الجيش الشامي جرائم فظيعة يخجل القلم من كتابتها، و قد سمّي مسلم لقيامه بهذه المجازر مسرفاً، وبعد ان انتهت المجازر دعا مسلم الناس إلى البيعة ليزيد على أنّهم خول وخدم له.(1)
دور عبد اللّه بن الزبير
دخل عبد اللّه بن الزبير وكان رجلاً يطمح إلى السلطة ظاهر الصلاح مكة
1-أنساب الأشراف، البلاذري:4/30ـ 46; الكامل في التاريخ:4/102، 103، 111، 121; مروج الذهب:3/68ـ 71.