الاجتماع في الكوفة
يلقى حتفه حسب الظروف الطبيعية، يتّضح مدى الفائدة التي يعود بها هذا الشرط ـ البند الثاني ـ على الإسلام والمسلمين طبقاً للحسابات العادية. وكان لكلّ واحد من بنود هذه المعاهدة أهميته أيضاً، لأنّه وفي الوقت الذي كان يسب فيه أمير المؤمنين ويشتم في الصلاة بجرأة كبيرة ـ حيث أصبح هذا العمل بدعة ذات جذور ـ و كان محبّو الإمام و شيعته وأهل البيت مطاردين مضطهدين ينكل بهم في كلّمكان، فسيكون لهذا الإلزام الذي ألزم معاوية به قيمة عالية.
الاجتماع في الكوفة
دخل الجانبان الكوفة بقواتهما بعد إبرام معاهدة الصلح، واجتمعوا في مسجدها الكبير والناس كانوا ينتظرون أن يتم التأكيد على بنود المعاهدة من خلال خطب قائدي الفريقين بمرأى ومسمع منهم حتى لا يبقى مجال للشك والترديد في تطبيقها. ولم يكن هذا التوقع في غير محلّه فانّ إيراد الخطبة كان جزءاً من الصلح، ولذلك ارتقى معاوية المنبر وخطب خطبة غير انّه ليس فقط لم يؤكد على بنود المعاهدة، بل قال مستخفاً و مستهتراً: أتروني قاتلتكم على الصلاة والزكاة والحج وقد علمت أنّكم تصلّون وتزكّون وتحجّون! ولكنّي قاتلتكم لأتأمّر عليكم وألي رقابكم. ثمّقال: ألا وإنّكلّ شرط وشيء أعطيت الحسن بن علي تحت قدمي هاتين.(1)وهكذا داس معاوية كلّ ما تعهد به وشرطه ونقض معاهدة الصلح علانية.
1-شرح نهج البلاغة:16/15; مقاتل الطالبيين، ص 45; الإرشاد، ص 191. قال أبو الفرج: خطب هذه الخطبة قبل دخول الكوفة.