الإمام في سجن المتوكل
كان المتوكل يحمل حقداً غريباً على الإمام، و قد حاول دائماً أن يسيء إليه ويؤذيه، ومع أنّ الإمام كان يعيش كالسجين في سامراء، فقد أمر المتوكل باعتقاله وسجنه بعد إحضاره من المدينة.
فقد قال الصقر بن أبي دلف الكرخي: لماّ حمل المتوكل أبا الحسن الهادي إلى سامراء جئت أسأل عن خبره، فنظر إليّ الزرّافي، حاجب المتوكل، فأمر أن أدخل إليه، فأدخلت إليه، فقال:يا صقر ما شأنك؟ فقلت: خير، فقال: اقعد. فأخذني ما تقدم و ما تأخر وانتابني خوف وقلق كبير، فقلت في نفسي أخطأت في المجيء.
وبعد انّ نظر في أُمور الناس وانتهى من ذلك قال لي :ما شأنك وفيم جئت؟ قلت: لخير ما، فقال: لعلك تسأل عن خبر مولاك؟
فقلت له: ومن مولاي؟! مولاي أمير المؤمنين .
فقال: اسكت! مولاك هو الحق فلا تحتشمني فإنّي على مذهبك.
فقلت: الحمد للّه.
فقال: أتحب أن تراه؟ قلت: نعم، قال: اجلس حتى يخرج صاحب البريد من عنده، فلمّـا خرج قال الزرافي لغلام له: خذ بيد الصقر وادخله إلى الحجرة التي فيها العلوي المحبوس وخلّ بينه و بينه، فأدخلني إلى الحجرة فدخلت، فإذا هو ـ الإمام ـ عليه السَّلام ـ ـ جالس على صدر حصير وبحذاه قبر محفور، فسلمت عليه، فردّعلي، ثمّ أمر بالجلوس.
ثمّ قال لي :«يا صقر ما أتى بك؟».
قلت: سيدي جئت أتعرف خبرك، ثمّ نظرت إلى القبر فبكيت.