الف: في غزوة بدر
والتي منها بشكل خاص تضحياته العظيمة في الغزوات وجبهات الحرب وقد كان لنبي الإسلام بعد هجرته إلى المدينة سبعٌ وعشرون غزوة(1)مع المشركين واليهود والمتمردين، وقد شارك عليّ ـ عليه السَّلام ـ في ست وعشرين منها، ولم يشارك في غزوة تبوك للظروف الحرجة والحسّاسة التي كانت تنذر بتدبير مؤامرة من قبل المنافقين عند غياب رسول اللّه في مركز الحكومة الإسلامية، وبقى فيها بأمر من الرسول ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ ومن حيث إنّ دراسة كلّ هذه الغزوات تفيض عن سعة هذا الكتاب، نعرض تالياً وعلى سبيل المثال دور علي ـ عليه السَّلام ـ في أربع ساحات من ساحات الجهاد الكبيرة في زمن رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ .
الف: في غزوة بدر
نحن نعلم بأنّ غزوة بدر كانت أوّل حرب بين المسلمين والمشركين بكلّما تعنيه كلمة الحرب من معنى، ولهذا السبب كانت تعد أوّل اختبار عسكري بين الجيشين، و من هذه الناحية كان الانتصار فيها هامّاً للغاية.
اندلعت هذه الحرب في العام الثاني من الهجرة. وكان قد علم رسول اللّه بأنّ هناك قافلة تجارية لقريش يترأسها أبو سفيان عدو الإسلام القديم آتية من الشام تريد مكة، وحيث إنّها تمر من طريق على مقربة من المدينة انطلق رسول اللّه ومعه 313 نفراً من المهاجرين والأنصار باتجاه بدر، وهو طريقها المعتاد بهدف السيطرة عليها. وقد كان دافع الرسول من هذه الحركة هو أن تعلم قريش بأنّ خطها التجاري في متناول أيدي القوات الإسلامية وإذا ما منعت من انتشار الدعوة الإسلامية وحرّية المسلمين فسوف ينقطع شريان حياتهم الاقتصادية بيد
1-يصطلح مؤرّخو السيرة على إطلاق الغزوة على تلك الحروب التي خاضها الجيش الإسلامي، تحت إمرة الرسول ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ .