من هو ابن النبي ؟
وكما أشرنا مسبقاً كان هارون يعوّل كثيراً وعلناً على صلة القرابة التي تربطه بالرسول ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ ، وكان يؤكد على ذلك في كلّمناسبة، وقد قدم المدينة يوماً وزار قبر نبي الإسلام ولما وصل إليه كان هناك جموع كثيرة من قريش والقبائل الأُخرى، فتوجّه إلى القبر الشريف و قال: السلام عليك يا رسول اللّه ، السلام عليك يا ابن عم. ليذكّر الناس بالصلة التي تربطه بنبي الإسلام، وكان يتفاخر بذلك عمداً ليعلم الناس أنّه ابن عمّ النبي.
وفي تلك اللحظة قال الإمام السابع، وقد كان حاضراً هناك، وعرف هدف الرشيد من ذلك، بصوت عال قرب الضريح: «السلام عليك يا رسول اللّه، السلام عليك يا أبة».
فتغيّر وجه هارون و تبيّن الغيط فيه، فقال: هذا هو الفخر حقاً.(1)
ولم يكتف هارون بالتأكيد على صلة القرابة التي تربطه بالرسول فحسب، بل أراد أن ينكر انتساب الأئمّة ـ عليهم السَّلام ـ وبنوتهم له أيضاً، فقد قال للإمام السابع يوماً: لمَ يقولون لكم يا بني رسول اللّه وأنتم بنو علي، وإنّما ينسب المرء إلى أبيه وفاطمة إنّما هي وعاء والنبي جدكم من قبل أُمّكم؟!
فأجابه الإمام وقرأ له آية يقول اللّه تعالى ضمنها:(وَمِنْ ذُرِّيتِهِ داودَ وَسُلَيمانَ وَأَيُّوبَ وَ...*وَ زَكريا ويَحيى وعِيسى وإِلياسَ كُلٌّ مِنَ الصّالِحين)(2)
ثمّ قال الإمام:« إنّما أُلحق عيسى بذراري الأنبياء من قبل مريم، وأُلحقنا
1-الإرشاد، ص 298; الكامل في التاريخ :6/164; البداية والنهاية: 10/183; الصواعق المحرقة، ص 204.
2-الأنعام: 85 و 86.