ثورة أهالي المدينة
أو يضبط المشاعر والعواطف السطحيةالساذجة بعمق التفكير والتأمل الكبير ويعدّ المقدمة الضرورية لعمله الضخم هذا، وهي خلق الفكر الرائد والجيش العقائدي للنهوض بالمشروع الأساسي ـ مشروع إحياء الإسلام وخلق مجتمع إسلامي جديد ـ حفاظاً على حياته وحياة الثلة القليلة من أصحابه المعتمد عليهم، ولإبقاء الحضور الدائم في الساحة مادام حياً وما دام هو بعيداً عن العين المترصدة والمرعوبة للجهاز الأموي ومواصلة ا لمعركة (خلق الطبقة الصالحة وإبداع وتعليم الفكر الرائد) في الخفاء وبلاهوادة، ثمّ يحاول مواصلةالمسير في هذا الدرب الذي هولا شكّ أقرب إلى الهدف ويحيلها إلى الإمام الذي يليه.
ولا شكّ انّ الخيار والطريق الأوّل هو طريق الفدائيين والتضحيات، غير انّ القائد المبدئي الذي يمتد تأثير نشاطاته إلى خارج نطاق زمانه الذي يعيش فيه ويشمل حياة التاريخ على طولها لا يكفي أن يكون مضحياً، بل يجب أن يكون متمتعاً بالإضافة إلى التضحية بعمق التفكير وبعده والتروّي والحيطةوهذه هي الظروف التي جعلت الطريق الثاني أمراً محتوماً للإمام.(1)
ثورة أهالي المدينة
والمفروض أن نفسر امتناع تعاون الإمام السجاد مع منتفضي المدينة من هذا المنطلق، حدثت انتفاضة المدينة عام 63 أو 62 هجرية وعرفت باسم واقعة الحرّة.(2)
1-الإمام الصادق ـ عليه السَّلام ـ ، آية اللّه السيد علي الخامنئي، ص24.
2-وتطلق كلمة الحرة على الأرض المحروقةالمغطاة بأحجار بركانية، وكانت أطراف المدينة تتمتع بهذه الخصوصية، وكان جيش الشام قد دخل المدينة من خلال حرّة واقم، لذلك سميت هذه الواقعة بواقعة الحرّة.