الإمام في مواجهة العباسيين
وبتعبير آخر: انّ الثورة لو لم تفشل في تلك الظروف لكان نجاحها غير مؤكد أيضاً.(1)
الإمام في مواجهة العباسيين
قد جعل العباسيون في بداية صراعهم مع بني أُميّة ـ كما لاحظنا ـ شعارهم هو الولاء لأهل البيت وبني هاشم وبسط القسط والعدالة، وفي الواقع ولأنّ مظلومية أهل بيت النبي في عهد الحكم الأموي قد جرحت مشاعر المسلمين من جهة، وكان الأمويون لا يألون جهداً في الظلم باسم الخلافة الإسلامية من جهة أُخرى، استطاع العباسيون ومن خلال استغلال كراهية الناس للأمويين والتظاهر بالولاء لأهل البيت أن يكسبوا دعم الناس لهم.
غير انّهم ليس فقط لم يفوا بوعودهم في دفع الظلم عن أهل البيت وتطبيق العدالة، بل سرعان ما راحوا يتبعون المخططات اللا إسلامية للأمويين، لكن هذه المرة بشكل أوسع وأكثر شدة، لدرجة جعلت الناس يتمنّون رجوع الحكم الأموي!
حتّى راح أبوعطاء السندي ينشد ويقول:
يـا ليـت جـورَ بني مـروان عـادَ لنـا
وأنّ عـدلَ بنـي العباس فـي النار!(2)
وأنّ عـدلَ بنـي العباس فـي النار!(2)
وأنّ عـدلَ بنـي العباس فـي النار!(2)
ومن حيث كانت مدة حكم السفّاح أوّل خليفة عباسي قصيرة ولم يتوطّد سلطانهم فيها كان الضغط على الناس قليلاً آنذاك ولم يضيّق على أهل البيت، غير انّه وبمجيء المنصور الدوانيقي اشتدت الضغوط والمضايقات، ولأنّ المنصور عاصر الإمام الصادق ـ عليه السَّلام ـ مدة طويلة نسبياً أي ما يقارب الواحد
1-حياة الأئمة الاثني عشر، عادل الأديب، ص 180ـ 183.
2-تاريخ الأدب العربي، العصر الإسلامي، دكتور شوقي ضيف، ص 340.