إنجازات أمير المؤمنين ـ عليه السَّلام ـ واهتماماته في زمن الخلفاء
تركزت نشاطات الإمام في هذه الفترة على الأُمور التالية:
أ: العبادة والعبودية للّه وبالنحو الذي يليق بشأن شخصية مثل علي ـ عليه السَّلام ـ وقد وصلت عبادته إلى درجة انّ الإمام السجاد ـ عليه السَّلام ـ يعتبر عبادته وتهجّده الفريد هو لاشيء بالنسبة إلى عبادة جدّه العظيم.
ب: تفسير القرآن ومعالجة غوامض ومشاكل كثيرة من الآيات وتربية تلاميذ من مثل عبد اللّه بن عباس الذي يعد من أكبر مفسري الإسلام من بين الصحابة.
ج: الإجابة على شبهات وتساؤلات علماء الأديان العالمية لا سيما اليهود والنصارى منهم الذين كانوا يتوافدون إلى المدينة للبحث والاستقصاء حول دين النبي بعد وفاته ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ وما كانوا يجدون من يجيب تساؤلاتهم سوى علي ـ عليه السَّلام ـ الذي بدت معرفته بالتوراة والإنجيل واضحة من خلال كلامه معهم، ولولا انّعلياً ملأ هذا الفراغ لكان المجتمع الإسلامي يغط في انتكاسة كبيرة. وعندما كان الإمام يقدم أجوبة مفحمة على جميع الشبهات والتساؤلات كان الفرح والإعجاب الكبير يغمران وجوه الخلفاء الجالسين في مكان رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ .
د: بيان الحكم الشرعي للمواضيع المستحدثة والتي لم يكن لها سابقة في الإسلام أو بأن تكون القضية بقدر من التعقيد والغموض بحيث يعجز القضاة عن الحكم فيها، وتشكل هذه النقطة جانباً هامّاً من حياة الإمام، فلو لم تكن هناك شخصية كالإمام علي ـ عليه السَّلام ـ بين الصحابة، تلك الشخصية التي هي أعلم الأُمّة بشهادة واعتراف الرسول الكريم وأعرفها بأُصول القضاء والتحكيم لظلت هناك قضايا كثيرة عالقة من صدر الإسلام بلا حلول.