ثورات العلويين
رفعوا المأمون على العرش وسلّموا إليه أزمة الحكم، مضافاً إليه موقف العلويين الذين اغتنموا فرصة الصدام بينه و بين أخيه لتجميع صفوفهم ومضاعفة نشاطاتهم، و بعد هذا يكون من الممكن أن نجسد الملامح الحقيقية للظروف التي كان يعاني منها المأمون، سيما لو لاحظنا مجموعة الثورات العلوية التي كانت تظهر من كلّ جانب من جوانب مملكته.
ثورات العلويين
فأبو السرايا الذي كان يوماً ما من حزب المأمون خرج بالكوفة، وكان هو وأتباعه لا يلقون جيشاً إلاّ هزموه، ولا يتوجّهون إلى بلدة إلاّ دخلوها و يقال:
إنّه قد قتل من أصحاب الخليفة في حرب أبي السرايا فقط مائتا ألف رجل مع أنّ مدته ـ من خروجه إلى يوم ضربت عنقه ـ لم تزد على العشرة أشهر.
وحتى البصرة التي هي معقل العثمانية قد أيّدت العلويين ونصرتهم وقد خرج فيها زيد النار.
وفي مكة ونواحي الحجاز خرج محمد بن جعفر الذي كان يلقّب بالديباج ، وتسمّى بأمير المؤمنين.
وفي اليمن إبراهيم بن موسى بن جعفر.
وفي المدينة خرج محمد بن سليمان بن داود بن الحسن.
و في واسط التي كان قسم كبير منها يميل إلى العثمانية خرج جعفر بن محمد بن زيد بن علي والحسين بن إبراهيم بن الحسن بن علي.
وفي المدائن محمد بن إسماعيل بن محمد.
ُبل انّك لا تجد قطراً إلاّ وفيه علوي يُمنّي نفسه أو يمنّيه الناس بالثورة على العباسيين، حتى اتّجه أهل الجزيرة والشام المعروفة بتعاطفها مع الأمويين وآل