الصلح تمهيد لثورة عاشوراء
وأسقطوا رزقه وعطاءه.(1)
وقد استخلف زياد الذي ولي الكوفة ستة أشهر والبصرة كذلك تناوباً سمرة بن جندب على البصرة في غيابه فقتل ثمانية آلاف من الناس، فقال له زياد : هل تخاف أن تكون قتلت بريئاً؟ فرد عليه قائلاً: لو قتلت إليهم مثلهم ماخشيت.
وقال أبو سوار العدوي: قتل سمرة من قومي في غداة سبعة وأربعين رجلاً قد جمع القرآن.(2)
الصلح تمهيد لثورة عاشوراء
هزت الأحداث الرهيبة العراقيين هزّاً وسلبتهم الراحة والدعة، وكشفت عن الوجه الحقيقي للحكم الأموي إلى حدود ما، وفي الوقت الذي كان رؤساء القبائل يرغدون بما عادت عليهم معاهدة الصلح ويتمتعون بعطايا وصلات معاوية، كان أهل العراق العاديون قد أدركوا طبيعة الحكم الأموي وحقيقته تلك الحكومة الظالمة المستبدة التي مشوا إليها بأقدامهم وأقاموها بأيديهم.(3)
وولى معاوية المغيرة بن شعبة الكوفة، واستعمل عبد اللّه بن عامر على البصرة
1-شرح نهج البلاغة:1/43ـ45.
2-تاريخ الطبري:6/132.
3-كان الإمام الحسن ـ عليه السَّلام ـ يتوقع جميع هذه الأحداث ويعلم جيداً انّقيادة المسلمين لو صارت بيد الأمويين، فسيكون المصير المظلم بانتظارهم لا سيما الشيعة، و لكن طالما انّالمسلمين لم يواجهوا هذه الأحداث المريرة بأنفسهم، فسوف لن يعرفوا مدى أهمية هذا الأمر، وعندما عاشوا تلك الأحداث المرعبة أدركوا حينها بأنّهم ضيعوا الفرصة وانّهم هيّأوا مقدّمات شقائهم بأنفسهم من حيث يدرون ولا يدرون. وقد أشار الحسن خلال خطبته التي تقدم جانباً منها سابقاً إلى المستقبل المظلم: «وأيم اللّه إن سلمت الأمر إليه لا رأيتم فرجاً ولا خفضاً مع بني أُمية و ليسومنكم سوء العذاب، وكأنّي أنظر إلى أبنائكم واقفين على أبواب أبنائهم يستسقونهم ويستطعمونهم بما جعله اللّه لهم، فلا يسقون ولا يطعمون».