القتال في ثلاث جبهات
عسكرية وتهديد الأمن ـ بقوله:
«أما انّ لكم عندنا ثلاثاً ما صحبتمونا: لا نمنعكم مساجد اللّه أن تذكروا فيها اسمه، ولا نمنعكم الفيء مادامت أيديكم مع أيدينا، ولا نقاتلكم حتّى تبدؤونا».(1)
وبهذه الصورة فقد سايرهم الإمام ـ عليه السَّلام ـ من منطلق القوة، إلى أن قاموا بنشر الرعب والخوف والإخلال بالأمن حينها اضطر الإمام ـ عليه السَّلام ـ إلى استعمال القوة بغية القضاء على فتنتهم.
7. على الرغم من أنّ الإمام ـ عليه السَّلام ـ كان ينصب عمالاً وولاة صالحين وكفوئين إلاّ انّه في الوقت نفسه كان يجعل عليهم عيوناً لمراقبة تحركاتهم، و أدنى خطأ يصدر منهم فانّها تنقل إلى الإمام ـ عليه السَّلام ـ كي يتخذ الاجراءات المناسبة في حقّهم.
ومن أبرز تلك النماذج هو كتاب تقريع بعثه الإمام ـ عليه السَّلام ـ إلى عثمان بن حنيف الأنصاري عامله على البصرة و قد بلغه انّه دعي إلى وليمة قوم من أهلها فمضى إليها.(2)
وجدير بالذكر انّ هذه الحادثة وقعت في الشهور الأُولى من خلافته ـ عليه السَّلام ـ ، لأن ابن حنيف كان عامله على البصرة قبل حرب الجمل التي نشبت عقب شهور ستة من تسلم الإمام ـ عليه السَّلام ـ لمقاليد الخلافة، وفي هذه الفترة المضطربة فانّ الإمام قد انشغل بترتيب الوضع الداخلي بعد الفوضى التي سادت البلاد من جراء مقتل عثمان، إلاّ انّ هذا كلّه لم يمنع الإمام ـ عليه السَّلام ـ من بعث الكتاب المذكور إلى عامله تقريعاً له على ما صنع.
القتال في ثلاث جبهات
حمّلت خلافة الإمام ـ عليه السَّلام ـ وقيادته التي ساد فيها العدل وإحياء المبادئ
1-تاريخ الأُمم والملوك:6/41، حوادث سنة 37.
2-نهج البلاغة: الكتاب 45.