كلام الأئمّة حول ذلك
2. وعلى الرغم من أنّ لبداية التكلّم لدى الطفل يحتاج عادة إلى فترة زمنية تقارب الاثني عشر شهراً غير أنّنا نعلم أنّ النبي عيسى ـ عليه السَّلام ـ تكلم منذ أيّامه الأُولى ودافع عن أُمّه ـ التي حملت بأمر اللّه وولدت طفلاً وسيء الظن بها واتّهمت ـ بصلابة، ودحض خزعبلات المكابرين بالحجج المنطقية، مع أنّ التكلّم بهذا المستوى وبهذا المضمون ليس إلاّ في وسع الكبار ويروي لنا القرآن ذلك بهذا النحو: (قالَإِنّي عَبْـدُ اللّهِ آتانيَ الكتابِ وَجَعَلنِي نَبِيّـاً* وَجَعَلَنِي مُباركاً أَيْنَ مـا كُنْتُ وَأَوصـانِي بِالصَّـلاةِ وَالزّكـاةِما دُمْـتُ حَيّـاً * وبَراً بـِوالدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبّاراً شَقِيّاً).(1)
وممّا تقدم نستنتج بأنّه كان هناك رجال إلهيون آخرون تمتعوا بهذه النعمة الإلهية قبل الأئمّة وهذا ليس مختصاً بالأئمّة فقط.
كلام الأئمّة حول ذلك
ويتبيّن من خلال دراسة حياة الأئمّة انّهم كانوا يواجهون هذا الأمر أيضاً لا سيما في عهد الإمام الجواد، وكانوا يدحضون التشكيكات بنفس ذلك الاستدلال المذكور آنفاً، وهنا نسترعي انتباهكم لثلاث روايات في هذا المجال:
1. عن علي بن أسباط قال: قدمت المدينة وأنا أُريد مصر، فدخلت على أبي جعفر محمد بن علي الرضا ـ عليه السَّلام ـ ، وهو إذا ذاك خماسي فجعلت اتأمّله لأصفه
1-مريم : 30 ـ 32. ويفهم من بعض الروايات انّ النبي عيسى ـ عليه السَّلام ـ كان وهو في تلك السن نبياً لا رسولاً وأصبح رسولاً في السابعة وعليه فليس بمستبعد أن يبلغ الأئمّة منزلة الإمامة في ذلك العمر أيضاً، أُصول الكافي:1/382.