3. الاستيلاء على أموال حكومية
مغلوب، يتقلّبون في الملك بآرائهم ويستشعرون الخزي بأهوائهم اقتداءً بالأشرار وجرأة على الجبار، في كلّ بلد منهم على منبره خطيب يصقع، فالأرض لهم شاغرة، وأيديهم فيها مبسوطة، والناس لهم خول، لا يدفعون يد لامس، فمن بين جبار عنيد وذي سطوة على الضعفة شديد مطاع لا يعرف المبدئ المعيد، فيا عجباً ومالي لا أعجب والأرض من غاش غشوم ومتصدّق ظلوم وعامل على المؤمنين بهم غير رحيم، فاللّه الحاكم فيما فيه تنازعنا والقاضي بحكمه فيما شجر بيننا.
اللّهمّ إنّك تعلم أنّه لم يكن ما كان منّا تنافساً في سلطان ولا التماساً من فضول الحطام، ولكن لنرى المعالم من دينك، ونظهر الإصلاح في بلادك، ويأمن المظلومون من عبادك، ويعمل بفرائضك وسننك وأحكامك، فإن لم تنصرونا وتنصفونا قوي الظلمة عليكم وعملوا في إطفاء نور نبيكم، وحسبنا اللّه وعليه توكلنا وإليه أنبنا وإليه المصير».(1)
3. الاستيلاء على أموال حكومية
وفي تلك الأيام كانت هناك عِيرٌ قد اجتازت يثرب تحمل أموالاً من اليمن إلى دمشق، فعمد الإمام الحسين إلى الاستيلاء عليها، ووزّعها على المحتاجين من بني هاشم وغيرهم، وكتب إلى معاوية:
«من الحسين بن علي إلى معاوية بن أبي سفيان، أمّا بعد: فإنّ عيراً مرت بنا من اليمن تحمل أموالاً وحللاً وعنبراً وطيباً إليك لتودعها خزائن دمشق، تعل بها
1-تحف العقول، ص 237ـ 239.