حوار السجاد ـ عليه السَّلام ـ مع ابن زياد
لحربك وسلم لسلمك، ولنأخذن يزيد ونبرأ ممن ظلمك وظلمنا.
فقال ـ عليه السَّلام ـ :«هيهات هيهات: أيّها الغدرة المكرة، حيل بينكم و بين شهوات أنفسكم، أتريدون أن تأتوا إليّ كما أتيتم إلى أبي، كلاّ وربّالراقصات فانّ الجرح لما يندمل، قتل أبي صلوات اللّه عليه بالأمس وأهل بيته معه و لم ينسني ثكل رسول اللّه وثكل أبي و بني أبي، ووجده بين لهاتي، ومرارته بين حناجري وحلقي، وغصصه تجري في فراش صدري، ومسألتي أن لا تكونوا لنا ولا علينا».(1)
حوار السجاد ـ عليه السَّلام ـ مع ابن زياد
وكما أشرنا مسبقاً كان الحكم الأموي يستفيد من عقيدة الجبر ويستغلها وينسب أعماله وجرائمه إلى اللّه وإرادته، ومن خلالها يخدّر الرأي العام، ولأنّ الإمام السجاد وزينب كانا على معرفة بهذا المخطط الإعلامي للأعداء مضيا قدماً في محاربته والمصداق البارز لهذه الحرب هو الحوار الذي دار بين الإمام السجاد وابن زياد في الكوفة، فبعد أن أدخل الأسرى من أهل البيت في قصره بمرأى الجميع وبعد ان دار حوار ساخن بين زينب وبينه التفت إلى علي بن الحسين ـ عليه السَّلام ـ و قال: من هذا؟ فقيل: علي بن الحسين، فقال: أليس قد قتل اللّه علي بن الحسين؟ فقال له الإمام: «قد كان لي أخ يسمّى علي بن الحسين قتله الناس» فقال: بل قتله
1-اللهوف، ص 66، زندگانى على بن الحسين، شهيدي، ص 56; امام چهارم، علي الحسني، ص 38ـ 40، ويحتمل انّه ـ عليه السَّلام ـ خطب هذه الخطبة بعد عودتهم من الشام في الكوفة، لأنّالخطبة طويلة ،وحينما نقلوا إلى الشام لم تكن حرية الكلام ولا الوقت اللازم هذا، ويقول الطبرسي في بداية هذه الخطبة: احتجاج علي بن الحسين عليمها السَّلام على أهل الكوفة حين خرج من الفسطاط وتوبيخه إياهم على غدرهم ونكثهم ، الاحتجاج:2/166، و نحن نعلم أنّه لم يكن هناك وجود للفسطاط حينما أخذوا إلى الشام.