1. حدّ المسيحي الزاني
يتناول المسائل المطروحة عليه بدقةعالية، ممّا كان يبعث الفقهاء على الإعجاب والقبول بما يصل إليه ويفتي به.
1. حدّ المسيحي الزاني
قُدّم إلى المتوكل رجل نصراني فجر بامرأة مسلمة، فأراد أن يقيم عليه الحد، فأسلم ذلك الرجل، فقال يحيى بن أكثم: الإيمان يمحو ما قبله، و قال بعضهم يضرب ثلاثة حدود، وقال بعض آخر قولاً آخر.
دفع هذا الاختلاف في الفتوى المتوكل إلى أن يكتب إلى الإمام الهادي يستفتيه ويسأله عن الحكم؟
فقال الإمام: «يُضرب حتى يموت».
فأنكر الفقهاء ويحيى بن أكثم ذلك وقالوا: لم يرد هذا في آية أو رواية، وطلبوا من المتوكل أن يكتب إليه يسأله عن العلة والدليل.
فأجاب الإمام بعد البسملة:(فَلَمّا رَأَوا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنّا بِاللّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكينَ* فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا سُنَّتَ اللّهِ الَّتي قَدْ خَلَتْ فِي عِبادِهِ وَخَسِرَ هُنالِكَ الْكافِرُونَ) (1)
فقبل المتوكل استدلال الإمام وأمر بضربه.(2)
وقد أفهمهم الإمام بذكره لهذه الآية انّه كما انّ إيمان المشركين لم يمنعهم عذاب اللّه، كذلك إسلام هذا المسيحي لا يسقط الحدّ عنه.
1-غافر: 84 ـ 85.
2-وسائل الشيعة:18/408، باب36 من أبواب حدّ الزنا، ط بيروت; حياة الإمام الهادي، باقر شريف القرشي: 240.