من هو شهيد فخ؟
سادات الهاشميين وشخصياتهم المرموقة معاملة قاسية كلّ يوم بذريعة ما، ومن ذلك إجبارهم على تسجيل حضورهم في قصر الأمارة كلّيوم، ولم يقتصر على ذلك فقط بل راح يجعل بعضهم يضمن حضور الآخر، ويعاقب ويسجن البعض بسبب عدم حضور الآخر.(1)
وقد عاقب يوماً حسيناً صاحب فخ ويحيى بن عبد اللّه بسبب عدم حضور أحد سادات بني هاشم بشدة واعتقلهم كرهائن عنده، وأصبح ذلك كشرر أصاب مخزناً للبارود، فتسبب في انفجار غضب الهاشميين وثورتهم، وسرّع في ظهور حركتهم، واندلعت نار الحرب في المدينة.
من هو شهيد فخ؟
وكما أشرنا قاد هذه الانتفاضة الحسين بن علي المعروف بشهيد فخ حفيد الإمام الحسن، وكان من رجال بني هاشم و سادتهم وفضلائهم، وكان شهماً كريماً، وقد اجتمعت فيه جميع الصفات الحميدة من العلم والصلاح والزهد في الدنيا والسخاء والصفات الإنسانية الراقية. (2)
فقد ترعرع في ظل أبوين صالحين يتمتعان بكلّ الصفات الكريمة والإنسانية العالية وكان يقال لهما الزوج الصالح لعبادتهما. واستشهد أبوه وخاله وجدّه وعمه من ناحية أُمّه وبعض آخر من أقاربه على يد المنصور الدوانيقي، وعاشت أُسرته الكبيرة التي ضحت بعدة رجال في سبيل مقارعة أعداء الإسلام
1-تاريخ الطبري:10/25 ; مقاتل الطالبيين ص294ـ295; الكامل في التاريخ:6/90.
2-وعندما جاءوا برأس الحسين بن علي بعد استشهاده إلى المدينة حزن الإمام السابع ـ عليه السَّلام ـ كثيراً من مشاهدته فقال ـ والألم والحزن العميق يعلوه ـ: واللّه كان مسلماً صالحاً صواماً، كثير الصلاة، محارباً للفساد، آمراً بالمعروف، وناهياً عن المنكر، ولم يكن مثله بين أهله (مقاتل الطالبيين، ص 302).