مقدّمة سماحة آية الله السبحاني - سیرة الأئمة علیهم السلام نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

سیرة الأئمة علیهم السلام - نسخه متنی

جعفر سبحانی تبریزی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

مقدّمة سماحة آية الله السبحاني




يتم في سيرة كلّ إمام عرض الخطوط والمراحل العامة من حياته عرضاً شاملاً في البداية.ثمّ يشار إلى طبيعة الأجواء السياسية والاجتماعية السائدة في عصره بالتفصيل، وبعدها يتم دراسة الخطوط الرئيسية لحياة الإمام ونضج مواقفه السياسية والاجتماعية وتناسبها مع الظروف والأوضاع السائدة في المجتمع آنذاك.





وهكذا أخذ هذا الكتاب أمر اهتمام الأئمّة بعامل الزمن والظروف والمقتضيات والموانع في تبيين حياتهم المليئة بالجهاد والخدمات بعين الاعتبار وأولاه أهمية بالغة، ويمكن عد ذلك إحدى سمات هذا الكتاب وامتيازاته.





والنقطة الأُخرى هي انّه قدّرنا لسيرة كلّ إمام خمسين صفحة بشكل متوسط واحترازاً من مشكلة تعدد المجلدات جعلنا أبحاث الكتاب في مجلد واحد وإذا كان حجم الكتاب كبيراً نسبياً فهو لهذا السبب.





ومن المؤكد وعلى رغم جهود الكاتب، فإنّ هذا العمل لن يكون خالياً من العيوب، وأخيراً يجب أن أُؤكد بأنّ أكبر المشجعين للكاتب في إتمام هذا الكتاب هو الأُستاذ الكبير سماحة الشيخ آية اللّه السبحاني ـ مدّ ظله ـ أُستاذ الحوزة العلمية في قم الّذي أصر كثيراً على التسريع في إنهاء كتابته، والآن وتحت إشراف الأُستاذ يطبع وينشر هذا الكتاب من قبل مؤسسة الإمام الصادق ـ عليه السَّلام ـ للأبحاث و التحقيق. ومن اللّه التوفيق وعليه التكلان





مهدي البيشوائي





قم ـ رجب 1414هـ ـ دي/1372هـ.ش





مقدمة سماحة الشيخ آية اللّه جعفر السبحاني






بسم الله الرحمن الرحيم





التاريخ الماضي صحيفة كبيرة مفتوحة أمام صحيفة المستقبل المطوية، ومن خلال هذه الصحيفة المفتوحة ينبغي فتح ذلك القسم المطوي وتحديد معالم مسيرة المستقبل، وتعلّم دروس كثيرة من سيرة الماضين.





وحتى وقت قريب كثيراً ما كان المؤرّخون رواة للأحداث وساردين لها غير واقفين على أسباب الأحداث أو نتائجها السيئة أو الحسنة، وكأنّهم كتبوا التاريخ لتسلية الناس ولهوهم أو انّهم يتركون هذا العبء على عاتق القرّاء.





إنّ الحداثة في كتابة التاريخ التي حولته من مجرد نقل الأحداث بصورة جافة وقصّها إلى عملية تحليل وتمحيص لهي خطوة كبيرة في مجالات العلوم الإنسانية. أحدثت هذه المنهجية مسافة كبيرة بين نوعي التاريخ النقلي والتحليلي لدرجة انّها جعلت هاتين المنهجيتين والطريقتين في الكتابة وكأنّهما علمان مستقلان عن بعضهما. تتم الإفادة في هذا النوع من الكتابة مضافاً إلى النصوص التاريخية وأقوال الشهود والرواة من علوم عديدة، مثل علم النفس وعلم الاجتماع والجغرافيا وعلم الآثار وغير ذلك. وتعرض الأحداث التاريخية على شكل متسلسل بأن يكون كلّ واحد منها متلواً بالآخر مع أسبابها ونتائجها.





إنّ نقطة الضعف الكامنة في هذا النوع من كتابة التاريخ هي انّه لا يكون التاريخ مصوناً ونزيهاً من التدخل والتصرف الغير مناسب والتفسير بالرأي الخاطئ وتختلط الأحداث التاريخية فيها بأهداف وأفكار ودوافع الكاتب الشخصية ويختفي وجه الحقيقة تحت ستار سميك من التفسيرات والتنظيرات.





ومن الواضح انّه لا يمكن أن يتّهم جميع كتاب التاريخ بالحكمية السابقة لأوانها غير انّه ينبغي تقبّل عدم نزاهة الكثير منهم من نقطة الضعف تلك.





كما أنّه لا يمكن اعتبار جميع المؤّرخين النقليين كتّاباً هادفين وواقعيين، لأنّ البعض منهم لم يكن بعيداً عن الأغراض والمصالح الشخصية وكان ينقل ما يؤيد أفكاره وعقيدته الدينية ومصالحه القومية ولا يتعرض إلى الوجه الآخر من الأحداث ولكن ينبغي القول عند المقارنة انّ كمية الخطأ في التاريخ التحليلي أكثر بكثير من كمية الخطأ في التاريخ النقلي. وفي عصرنا الشيء الذي جعل التاريخ التحليلي مزدهراً أكثر هو ظهور فلسفة التاريخ التي تمتاز عن علم التاريخ شأنها شأن فلسفات أيّ علم من العلوم. توضح فلسفة التاريخ الأسباب العامة لحدوث الأحداث وتكامل المجتمع، وتعلّمنا القوانين العامة للتطور والتكامل.





وبعبارة أُخرى: انّ فلسفة التاريخ تدرس وتبحث العلاقة القائمة بين الأحداث المختلفة، وتكشف عن أسباب ومسببات تلك الأحداث التاريخية.





إنّ أي نوع من البحث للحصول على القوانين العامة لحركة وتكامل المجتمع الإنساني هي خطوة في سبيل تطور فلسفة التاريخ وتكامله، أو علم مجتمع الإنسان وتقدّمه.وتكشف الدراسة العميقة لعلل تكامل أو تحولات وتغييرات حياة الإنسان بأنّ العوامل المحرّكة للتاريخ لا تنحصر في عامل واحد أو عاملين، بل هناك أسباب متنوعة وفي ظروف مختلفة هي التي تحرك عجلة الحياة في المجتمع الإنساني وتكتب بقلم التكوين صفحات تاريخه، ولم يكن هناك عامل

/ 619