الإمام الصغير
قال ـ عليه السَّلام ـ : «ابعثوا أنتم إليهم، فأمّا أنا فلا، ولا تعلموهم لما دعوتموهم ولتكونوا في بيوتكم».
فلمّا جاءوا أقعدونا في البستان واصطف عمومته وإخوته وأخواته، وأخذوا الرضا وألبسوه جبة صوف وقلنسوة منها ووضعوا على عاتقه مسحاة، وقالوا له: ادخل البستان كأنّك تعمل فيه، ثمّ جاءوا بأبي جعفر، فقالوا: ألحقوا هذا الغلام بأبيه فقال القافة: ليس له هاهنا أب ولكن هذا عمّ أبيه وهذا عمّأبيه وهذا عمه وهذه عمّته وإن يكن له هاهنا أب فهو صاحب البستان فان قدميه وقدميه واحدة، فلما رجع أبو الحسن الرضا قالوا: هذا أبوه، وهنا قام علي بن جعفر عمّ الرضا و قبّل الإمام الجواد وقال: اشهد انّك إمامي عند اللّه.(1)
وهكذا تفشل دسائس ومؤمرات أعداء الإمام لإطفاء نور اللّه مرّة أُخرى ويفضحهم اللّه ثانية.
الإمام الصغير
إنّ الإمام الجواد كان أوّل إمام يبلغ الإمامة في طفولته، فمن الطبيعي أن يكون أوّل سؤال يخطر بالبال عند دراسة حياته هو انّه كيف يمكن لحدث أن يتحمل مسؤولية ومهمة إمامة وقيادة المسلمين الحسّاسة والكبيرة؟ فهل من الممكن أن يبلغ إنسان وهو بذلك العمر إلى هذا الكمال الذي يجعله خليفة
1-أُصول الكافي:1/322; نگاهى گذرا بر زندگانى امام جواد ـ عليه السَّلام ـ : 36. ولذلك كان الإمام الرضا يشبّه نفسه برسول اللّه وابنه الجواد بإبراهيم ابن النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ ،لأنّه قد اتّهمت مارية القبطية أُم إبراهيم من قبل بعض أزواج النبي حسداً مثل هذه التهمة، و قالوا: هذا الولد ابن جريح مولى رسول اللّه، ولكن بعد الفحص قد تبيّـن انّجريحاً ليس له ما للرجال، وهكذا فضحهن اللّه تعالى وبرئت مارية من هذه التهمة: المناقب، ابن شهر آشوب: 4/387; دلائل الإمامة محمد بن رستم الطبري: 201ـ 204.
مريم: 12.