الولاة الطغاة
خطبتهم بجملة : اتق اللّه.(1)
ومن الواضح حينما يتحدث من يدعو نفسه خليفة للرسول ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ في مدينته وبجانب ضريحه بهذا الكلام ويهاجم سنّته، فإنّه يتضح حال سلوك عماله وولاته وأعمالهم وكلامهم في باقي الولايات النائية، وقد اعتاد عبد الملك في حكمه الطويل على الظلم والانحراف والفساد والإرهاب حتى انطفأ نور الإيمان في قلبه إلى الأبد، وقد اعترف هو بنفسه بهذه الحقيقة يوماً، و قال لسعيد بن المسيب: صرت اعمل الخير فلا أُسرّبه وأصنع الشر فلا أُساء به; فقال سعيد: الآن تكامل فيك موت القلب.(2)
وكان عبد الملك كثيراًما يجلس إلى أم الدرداء فقالت له مرة :بلغني يا أمير المؤمنين انّك شربت الطلاء بعد النسك والعبادة؟! قال: أي واللّه والدماء قد شربتها.(3)
وهو الذي كان يتعوذ باللّه حينما جهز يزيد جيشاً إلى مكة للقضاء على عبد اللّه بن الزبير ويتقزّز من ذلك، راح بعد تقلّده الخلافة غير مكتف بهذه الأعمال يرسل رجلاً سفّاكاً كالحجاج لضرب الكعبة بالمنجنيق للقضاء على عبد اللّه بن الزبير فيها.(4)
الولاة الطغاة
وقد أحدث ولاة عبد الملك وعماله في البلدان الإسلامية المتعددة ومشياً على هديه سلطة الرعب والإرهاب، وكانوا يعاملون الرعية معاملة همجية ويقمعونهم.
1-زندگانى على بن الحسين، ص 98.
2-الفخري، ص 122; الكامل في التاريخ:4/521; تجارب السلف، ص 76.
3-تاريخ الخلفاء:216.
4-تاريخ الخلفاء، ص 217; تجارب السلف، ص 76.