الإمام الصادق والمنصور
كان أبو جعفر المنصور قلقاً جداً من نشاطات وتحركات الإمام الصادق السياسية، وممّا جعله يزداد قلقاً هو محبوبية الإمام الصادق ومنزلته العلمية الكبيرة، لذلك كان يُحضر الإمام إلى العراق بين الحين والآخر بذريعة وأُخرى، ويخطّط لقتله وفي كلّ مرة كان الخطر يزول عن الإمام بنحو أو بآخر.(1)
كان المنصور يراقب تحركات الشيعة في المدينة بدقة، وكان له جواسيس ينظرون من ثبتت شيعيته فيضربون عنقه.(2)
وكان الإمام الصادق يمنع أصحابه من التعاون والتعامل مع الجهاز الحاكم.
وقد سأله أحد أصحابه يوماً:
جعلت فداك ـ أصلحك اللّه ـ انّه ربما أصاب الرجل منّا الضيق والشدة، فيدعى إلى بناء يبنيه أو نهر يكريه أو المسناة يصلحه، فما تقول في ذلك؟
فقال ـ عليه السَّلام ـ : «ما أحب ان اعقد لهم عقدة أو وكيت لهم وكاء ـ يعني بني العباس ـ وانّ لي مابين لابتيها ولا مدة بقلم، انّأعوان الظلمة يوم القيامة في سرادق من نار حتى يحكم اللّه بين العباد». (3)
وكان الإمام يمنع الشيعة من الترافع إلى قضاة الجهاز العباسي، وينهاهم ولا يعتبر الأحكام التي يصدرونها واجبة التنفيذ شرعاً.
1-بحار الأنوار:47/162ـ 212 وقد عقد المجلسي فصلاً خاصاً للمواجهات التي كانت بين الإمام والمنصور.
2-اختيار معرفةالرجال ص 282، ط مشهد.
3-وسائل الشيعة:12/129، ط ـ بيروت.