سیرة الأئمة علیهم السلام

جعفر سبحانی تبریزی

نسخه متنی -صفحه : 619/ 144
نمايش فراداده

نفوذ العصابة الأموية في مركز السلطة

والعواقب. لم يرد الحسين أن يختار الشهادة عن وعي ورغبة وحده فقط، بل أراد لأصحابه أن يكونوا كذلك أيضاً، ولذلك ترك الخيار لهم ليلة عاشوراء وقال بأنّ من شاء فليذهب، وأعلن انّه من مكث معه إلى الغد فانّه مقتول لا محالة، غير انّهم رغم كلّذلك اختاروا البقاء والشهادة; ومضافاً إلى كلّ ذلك فإنّه لا دور للقادة والشخصيات في الثورات الكبيرة على رأي الماديّين، بل انّهم يلعبون دور القابلة في توليد الأطفال، ونظراً إلى أنّ حدوث وظهور هذا النوع من الثورات خارج عن إرادة أبطال الثورة فهي لا تتمتع بأية قيمة أخلاقية، بينما نجد انّ دور قيادة الإمام الحسين ـ عليه السَّلام ـ في ثورة عاشوراء دور بارز وأشهر من نار على علم.

نفوذ العصابة الأموية في مركز السلطة

اتّضح ممّا قدمناه حول دور الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في ثورة الإمام الحسين ـ عليه السَّلام ـ ، أنّ الدافع الأساسي لثورته هو انحراف الحكومة الإسلامية عن خطّها الحقيقي، وإحياء البدع، وضياع سنّة رسول اللّه، وانتشار الفساد والانحراف الديني، وكلّ ما هو غير إسلامي في مجتمع ذلك العصر.

ونؤكد توضيحاً أكثر من ذي قبل انّه كانت الحكومة الإسلامية ومقدّرات الأُمّة آنذاك بحوزة العصابة اللاإسلامية والجاهلية من الأمويين ، هذه العصابة التي أسلمت في الظاهر في فتح مكة بعد سنين عديدة من محاربة رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ غير انّها أخفت كفرها ونفاقها ونشطت بشكل سرّي بعد وفاة الرسول متظاهرة بزي إسلامي، وأخذت تسيطر على جهاز الحكومة الإسلامية، وحازت على المناصب الحسّاسة فيها بالتدريج حتى تربعت على عرش السلطة من خلال معاوية بعد استشهاد أمير المؤمنين ـ عليه السَّلام ـ .

ومع أنّ قادة هذه العصابة ورموزها الكبار كانوا يخفون أهدافهم الدنيئة