اللّه، فقال ـ عليه السَّلام ـ : (اللّهُ يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها)(1)
فقال ابن زياد: وبك جرأة على جوابي فاذهبوا به فاضربوا عنقه، فسمعت به عمته زينب حافظة وديعة الإمامة فقالت: يا ابن زياد انّك لم تبق منّا أحداً، فإن كنت عزمت على قتله فاقتلني.
فقال السجاد ـ عليه السَّلام ـ لعمته : «اسكتي يا عمتي حتى أُكلمه» ثم أقبل إليه فقال:«أبالقتل تهددني يا ابن زياد أما علمت انّ القتل لنا عادة وكرامتنا الشهادة».(2)
وكما أشرنا مسبقاً كان للبقية الباقية من أهل بيت الإمام الحسين دور كبير في الكشف عن حقيقة سلطة يزيد الخبيثة وإيصال رسالة الثورة الحسينية وبث مبادئها من خلال رحلتهم إلى الشام. فقد أدّوا واجبهم المقدّس وجاهدوا ـ و بزي الأسر ـ بنفس ذلك الجهاد الذي جاهد به الحسين بزي الدم والشهادة، و كان وقوفهم في الشام قد منحهم فرصة مناسبة لتوعية الشاميين الذين لم يكن لديهم أية معرفة صحيحة وسليمة عن الإسلام وأهل البيت ـ عليهم السَّلام ـ جرّاء الإعلام المضلّل الذي مارسه معاوية طيلة الأربعين عاماً من حكمه. لذلك حاول آل الحسين أن يستغلوا أي فرصةممكنة لهذا الغرض.
انّ لخطبة الإمام السجاد التي خطبها في أحد أيّام وقوفه في الشام دوراً كبيراً حاسماً، وقد فضحت يزيد وسلطته للداني والبعيد، وكتب المرحوم العلاّمة المجلسي
1-الزمر:42.
2-اللهوف على قتلى الطفوف، ص 68.