المتثاقلة لتحريكها وتنشيطها.
هذا وقد كان من آثار هذا التأثير ثورة واحتجاج عبد اللّه بن عفيف الأزْدي في الكوفة، وذلك حينما بدأ ابن زياد خطبته الأُولى بسبّ الإمام الحسين بعد المعركة لإعلان انتصاره ممّا جعله يواجه غضب واستنكار ابن عفيف واحتجاجه الذي كان رجلاً أعمى(1)، فأمر ابن زياد باعتقاله فحمله أبناء عشيرته إلى داره، فأرسل ابن زياد جماعة من جلاوزته لاعتقاله، فواجههم عبد اللّه بن عفيف ببسالة وصمد أمامهم، غير انّه اعتقل واستشهد في النهاية.(2)
فجّرت ثورة الإمام الحسين العظيمة الكثير من الثورات والانتفاضات في المجتمع الإسلامي، نشير إلى بعض منها على سبيل المثال:
كانت ثورة التوابين أوّل رد فعل مباشر لاستشهاد الإمام الحسين في الكوفة، فبعد ان استشهد الإمام ـ عليه السَّلام ـ وعاد ابن زياد من معسكره في النخيلة إلى الكوفة أخذ الشيعة الذين حرموا من الفرصة الذهبية للقتال مع الإمام في ملحمة عاشوراء يندمون كثيراً، وراحوا يلومون أنفسهم، وانتبهوا لتوهّم إلى الخطأ الكبير الذي ارتكبوه، لأنّهم هم الذين دعوا الحسين ثم تخلّوا عن نصرته وجاء إلى العراق
1-كان عبد اللّه بن عفيف من أصحاب علي ـ عليه السَّلام ـ ، وفقد إحدى عينيه في حرب الجمل والأُخرى في صفين.
2-تاريخ الطبري:6/263; مقتل الحسين ـ عليه السَّلام ـ :207; اللهوف على قتلى الطفوف:69.