سیرة الأئمة علیهم السلام نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
الكبيرة موضع اهتمام الإنسان على الإطلاق، والشيء الوحيد الذي يعير له هذا الصنف أهمية كبيرة ويواظب عليه هو أن لا ينقطع عنهم العطاء والراتب الذي يتقاضونه، ولحرصهم على ذلك راحوا ينفذون أوامر أسيادهم بالحرف الواحد ويلتزمون الصمت أمام مشهد من مشاهد الظلم والفساد والانحراف يشاهدونه ولا ينطقون ببنت شفة.
غيّـرت ثورة الإمام الحسين هذه الوضعية وقلبتها وأحيت سنّة الشهادة في المجتمع الإسلامي، وقد كشف الحسين بثورته هذه القناع عن حياة المسلمين الملوثة والوضيعة وفتح أمامهم طريقاً جديداً فيه كلّالعناء والحرمان سوى الذلّة والخنوع والخضوع، ولأجل أن يتضح مدى تأثير ثورة الإمام في بعث الروح الثورية والاستشهادية في الأُمّة الإسلامية في ذلك العصر، يجب أن نلتفت إلى أنّ ذلك المجتمع قد قضى وعاش فترة عشرين عاماً من الصمت والخنوع قبل ثورة عاشوراء، ومع أنّ موجبات الثورة كانت متوفرة خلال هذه الفترة الطويلة نسبياً لم تحدث أية انتفاضة اجتماعية ولو محدودة، باستثناء الاحتجاجات التي كانت تنبعث من هنا وهناك بشكل مؤقت من قبيل اعتراضات حجر بن عدي الكندي.
وفي تحرك أهل الكوفة الذي انتهى إلى مجيء مسلم بن عقيل نجد انّه كيف انفضوا من حوله، وهو مبعوث سيد الشهداء الباسل، وتخلّوا عنه بمجرد سماع تهديد كاذب بزحف جيش الشام نحوهم.
أيقظت مأساة كربلاء الضمير الديني في المجتمع، وأحدثت تغييراً روحياً امتد تأثيره إلى كافة أرجاء العالم الإسلامي، وكان هذا كاف لدفع الناس للدفاع عن شخصيتهم وكرامتهم ودينهم، ولإيقاد روح النضال والجهاد التي أُخمدت جذوتها في المجتمع مرّة أُخرى، وبعث الحياة من جديد في القلوب الميتة والأجسام