القرن الثالث الهجري ومن تلامذة الإمام الجواد والهادي والعسكري ـ عليهم السَّلام ـ ـ :ولم يكن في زمن علي بن الحسين في أوّل أمره إلاّخمسة أنفس: سعيد بن جبير، سعيد بن المسيب، محمد بن جبير بن مطعم، يحيى بن أُمّ الطويل، أبو خالد الكابلي.(1)
تزامن عهد الإمام السجاد ـ عليه السَّلام ـ مع أحلك فترات الحكم الأموي في تاريخ الإسلام، ومع أنّ الحكم الذي سبقه كان حكماً إسلامياً منحرفاً انتهى به الأمر إلى الاستبداد، غير انّ هناك ميزة تميز بها عصر السجاد عن الأزمنة الماضية، وهي انّ الحكام فيه ينتهكون حرمة المقدسات الإسلامية علانية دون تحفظ ،ويدوسون على المبادئ الإسلامية بأرجلهم بشكل سافر، ولم يكن لأحد الشجاعة في الاعتراض عليهم.
وأكثر ما تزامنت إمامة السجاد مع عهد حكم عبد الملك بن مروان الذي دام واحداً وعشرين عاماً، وقد قال عنه المؤرخون: إنّه كان عاقلاً حازماً أديباً لبيباًعالماً.(2)
و قال صاحب الفخري: كان عبد الملك لبيباً، عاقلاً عالماً، ملكاً جباراً، قوي الهيبة، شديد السياسة، حسن التدبير للدنيا.(3)
وكتب هندوشاه: كان رجلاً عاقلاً عالماً، فصيحاً فقيهاً، له معرفة بالأخبار ولطائف الشعر، حسن التدبير.(4)
وقد كان عبد الملك قبل الخلافة أحد فقهاء (5)المدينة، وكان مشهوراً بالزهد
1-نفس المصدر ص 115.
2-الكامل في التاريخ:4/520.
3-الفخري، ص 122ـ 124.
4-تجارب السلف، ص 75.
5-الفخري، ص 122; تاريخ الخلفاء، السيوطي، ص 216.