سیرة الأئمة علیهم السلام

جعفر سبحانی تبریزی

نسخه متنی -صفحه : 619/ 276
نمايش فراداده

هل نهى النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ عن كتابة الحديث؟

ضوء ذلك، لأنّه ـ عليه السَّلام ـ قد ألّف كتباً في حياة النبي جمع فيها أحاديث الرسول ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ والمعارف التي تعلّمها منه في مجالات مختلفة.

هل نهى النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ عن كتابة الحديث؟

ومن المؤسف حقاً أن ينسب بعض المحدّثين منع كتابة الحديث إلى نبي الإسلام ويقولوا: انّه قال: لا تحدّثوا عنّي غير القرآن، و من كان عنده غيره فليمحه.(1)

وهناك أدلّة تدلّعلى أنّ هذا الأمر غير صحيح وذلك:

أوّلاً: انّ أمير المؤمنين تلميذ مدرسة النبي قد حفظ الكثير من أحاديثه، وظل ما كتبه يتنقل من يد إلى أُخرى بين الأئمّة ـ عليهم السَّلام ـ ، فإذا كان النبي قد نهى عن كتابة الأحاديث ما كان علي ليخالف ما أمره به.

وثانياً: انّه قد كتبت رسائل عديدة في قضايا مختلفة من الأحكام والفرائض والمرافعات والسياسات في حياة النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ وقد سجّل المحدّثون والمؤرّخون نصوصها بوثائق متقنة. ويتعلّق القليل من تلك الرسائل بالدعوة إلى الإسلام، غير انّ الكثير منها قد كتب حول فصل الخصومات وتحديد الحدود والجزاء في الإسلام وفي الأحكام والفرائض، وعليه كيف يمكن التصديق بأنّالنبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ قد نهى عن كتابة غير القرآن ومن ناحية أُخرى تكتب 300 رسالة (يوجد منها الآن 216 رسالة بين أيدينا و بكلّما فيها ) أمام عينيه دون أن يعارضها؟!

1-احمد بن حنبل، المسند: 3/12; سنن الدارمي: 1/119.