سیرة الأئمة علیهم السلام

جعفر سبحانی تبریزی

نسخه متنی -صفحه : 619/ 304
نمايش فراداده

من أهل الشام فاستأذن، فأذن له، فلمّا دخل سلّم، فأمره أبو عبد اللّه ـ عليه السَّلام ـ بالجلوس، ثمّ قال له: «حاجتك أيّها الرجل؟» قال: بلغني انّك عالم بكلّ ما تسأل عنه، فصرت إليك لأُناظرك.

فقال أبو عبد اللّه ـ عليه السَّلام ـ : في ماذا؟

قال: في القرآن، واسكانه وخفضه ونصبه ورفعه.

فقال أبو عبد اللّه ـ عليه السَّلام ـ : «يا حمران دونك الرجل!».

فقال الرجل: إنّما أُريدك أنت لا حمران.

فقال أبو عبد اللّه ـ عليه السَّلام ـ : «إن غلبت حمران فقد غلبتني».

فأقبل الشامي يسأل حمران حتى غرض وحمران يجيبه.

فقال أبو عبد اللّه ـ عليه السَّلام ـ : «كيف رأيت يا شامي؟».

قال: رأيته حاذقاً ما سألته عن شيء إلاّ أجابني فيه.

فقال أبو عبد اللّه ـ عليه السَّلام ـ : «يا حمران سل الشامي» فما تركه يكشر.

فقال الشامي: أُريد يا أبا عبد اللّه أُناظرك في العربية!

فالتفت أبو عبد اللّه ـ عليه السَّلام ـ فقال:«يا أبان بن تغلب ناظره»، فناظره فما ترك الشامي يكشر.

فقال: أُريد أن أُناظرك في الفقه!

فقال أبو عبد اللّه ـ عليه السَّلام ـ :«يا زرارة! ناظره!» فناظره فماترك الشاميّ يكشر.

ثمّ قال: أُريد أن أُناظرك في الكلام!

قال: «يا مؤمن الطاق ناظره»، فناظره فسجل الكلام بينهما، ثمّتكلم مؤمن الطاق بكلامه فغلبه به.

وهكذا عند ما أراد الشامي أن يناظر في الاستطاعة ـ قدرة الإنسان على فعل