وقد قال الإمام خلال تلك الحوارات: «فإنّ لنا بك أُنساً ولإخوانك بك عزّاً، وعسى أن يجبر اللّه بك كسراً، ويكسر بك نائرة المخالفين عن أوليائه».
وعلى كلّ وفّى علي بن يقطين بعهده، وكان طوال مدة تصدّيه لهذا المنصب حصناً منيعاً وملاذاً آمناً للشيعة، ولعب دوراً كبيراً في تلك الظروف العسيرة لتوفير الظروف المناسبة واللازمة للحفاظ على حياة الشيعة واستقلالهم.
وكان علي بن يقطين يرسل خمس أمواله بشكل سري إلى الإمام السابع، ويدعمه مالياً في الظروف الحرجة والخطيرة أحياناً.
ويروي لنا اثنان من أصحابه انّ علي بن يقطين بعث إلينا فقال: اشتريا راحلتين وتجنّبا الطريق ـ ودفع إلينا مالاً وكتباً ـ حتى توصلا ما معكما من المال والكتب إلى أبي الحسن موسى ـ عليه السَّلام ـ ولا يعلم بكما أحد!
قالا :فأتينا الكوفة فاشترينا راحلتين، وتزوّدنا زاداً، وخرجنا نتجنّب الطريق حتى إذا صرنا ببطن الرمة شددنا راحلتنا ووضعنا لها العلف وقعدنا نأكل، فبينا نحن كذلك إذا راكب قد أقبل ومعه شاكري، فلمّـا قرب منّا فإذا هو أبو الحسن موسى ـ عليه السَّلام ـ ، فقمنا إليه وسلمنا عليه، ودفعنا إليه الكتب وما كان معنا، فأخرج من كمّه كتباً فناولنا إياها، فقال: «هذه جوابات كتبكم».
قلنا: إنّ زادنا قد فنى، فلو أذنت لنا فدخلنا المدينة فزرنا رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ و تزوّدنا بزاد؟
فقال: «هاتا ما معكما من الزاد». فأخرجنا الزاد إليه، فقلّبه بيده فقـال:«هذا يبلغكما إلى الكوفة، وأمّا رسول اللّه فقد رأيتماه». وكان الإمام يرى أن