سیرة الأئمة علیهم السلام

جعفر سبحانی تبریزی

نسخه متنی -صفحه : 619/ 426
نمايش فراداده

علاقة مسألة الولاية بمسألة التوحيد

الموقف الثالث

وفي محطة نيشابور قرأ الإمام ـ وهو يظهر خلقه النبوي الكريم للعشرات، بل للمئات من الناس الذين جاءوا لاستقباله هذه الرواية ـ:

قال اللّه تعالى: «كلمة لاإله إلاّاللّه حصني، فمن دخل حصني أمن من عذابي» وقد كتب هذا الحديث في تلك اللحظة ما يقارب العشرين ألفاً من الحاضرين بمجرّد سماعه من لسان الإمام.

والملفت للنظر انّه ـ عليه السَّلام ـ لم يحدّثهم وفي هذا الظرف عن المسائل الفرعية المرتبطة بحياة الناس كالصوم والصلاة ومثيلاتها، كما أنّه لم يلق عليهم موعظة تزهدهم في الدنيا، ومع أنّه كان يتوجه إلى مرو لأمر سياسي لم يحاول أن يستغل الموقف لأهداف شخصية وسياسية، بل كلّم الناس باعتباره القائد الحقيقي ليوجّههم إلى أهمّ مسألةترتبط بحياتهم الحاضرة والمستقبلية.

نعم حدّثهم الإمام في ذلك الظرف الحسّاس عن التوحيد الذي هو الأساس للحياة الفضلى والذي به تنجو الأُمم من كلّ عناء وشقاء، والذي إذا فقده الإنسان فانّه يفقد كلّ شيء في الحياة.

مضافاً إلى ذلك وبملاحظة الكلام الذي تكلّم به بعد لحظات أراد الإمام أن يقول:إنّ المجتمع الإسلامي الكبير والناشط في تلك الفترة بعيد كلّ البعد عن التوحيد.

علاقة مسألة الولاية بمسألة التوحيد

وبعد إنهاء حديث التوحيد سارت ناقة الإمام في الوقت الذي كانت أنظار