سیرة الأئمة علیهم السلام

جعفر سبحانی تبریزی

نسخه متنی -صفحه : 619/ 465
نمايش فراداده

أن يكبر هذا الصبي ـ يعني أبا جعفر ـ فقام إليه الريان بن الصلت فوضع يده في حلقه ولم يزل يلطمه ويقول: ...أنت تظهر الإيمان لنا وتبطن الشك والشرك، إن كان أمره من اللّه تعالى فلو انّه ابن يوم واحد كان بمنزلة ابن مائة سنة، وإن لم يكن من عند اللّه فلو عمره ألف سنة فهو كواحد من الناس هذا ما ينبغي أن يفكّر فيه. فأقبلت العصابة على يونس تعذله.(1)

وقرب موسم الحجّ واجتمع من فقهاء بغداد والأمصار وعلمائهم ثمانون رجلاً وقصدوا الحجّ والمدينة ليشاهدوا أبا جعفر، فلمّا وافوا أتوا دار أبي عبد اللّه جعفر بن محمد، فدخلوها واجلسوا على بساط كبير أحمر، وخرج إليهم عبد اللّه بن موسى عمّ الإمام الجواد فجلس في صدر المجلس، وقام مناد فنادى هذا ابن رسول اللّه فمن أراد السؤال فليسأله، فسئل عن أشياء أجاب عنها بغير الواجب.(2)

فورد على الشيعة ما حيّرهم وغمّهم واضطرب الفقهاء للقيام والانصراف، وقالوا: لو كان أبو جعفر يكمل لجواب المسائل لما كان من عبداللّه ما كان ومن الجواب بغير الواجب ـ أي الخطأ ـ.

ففتح عليهم باب من صدر المجلس، ودخل موفق وقال: هذا أبو جعفر،

1-يونس وصفوان بن يحيى من أصحاب الإجماع، أي انّ علماء الإمامية قد أجمعوا على صحّة رواياتهم، ويتمتع يونس بدرجة عالية ومكانة رفيعة لجلالة قدره وعلو شأنه، وقد مدحه أئمّتنا كثيراً وأكثر علماء الرجال في الثناء عليه، ومع كلّ ذلك فإذا كانت شخصية كبيرة مثله تتخذ هذا الموقف، فكيف يكون حال عامة الناس من الشيعة؟!! و من هنا لم يستطع بعض العلماء المعاصرين أن يصدق انّه يقول هذا الكلام وحمل كلامه: «دعوا البكاء» على اختبار الحاضرين في المجلس حتى يظهر الذين لهم قدم ثابتة في معرفة الحقّ لعلّه يستطيع أن يهدى من ضلّ عن إمامه. نگاهى بر زندگانى امام جواد ـ عليه السَّلام ـ :110.

2-وقد ذكر المؤرخون تلك الأسئلة وأجوبتها ولكنّنا حذفناها للاختصار.