إليّ ممـا تراني فيها.(1)
ولهذا لم يبق الإمام في بغداد طويلاً ورجع إلى المدينة مع زوجته أُمّالفضل وبقي فيها حتى عام 220هـ.
وعلى الرغم من المضايقات التي كان يعاني منها الإمام، فقد حافظ على علاقته بالشيعة من خلال نصب الوكلاء والممثّلين عنه، فقد كان له وكلاء في جميع أرجاء العالم الإسلامي التي هي تحت حكم الخليفة العباسي، وبنشاطهم الكبير كان يتم المحافظة على القوات الشيعية من التشتّت.
وقد بعث بهم إلى كثير من المدن مثل الأهواز، همدان، سيستان، بُست(2)، الري، البصرة، واسط، بغداد، و إلى مراكز الشيعة التقليدية أي الكوفة وقم، وكان الإمام يسمح لأتباعه أن ينفذوا في الجهاز الحاكم ويتقلّدوا المناصب الحسّاسة.
ومن هنا كان لمحمد بن إسماعيل بن بزيع وأحمد بن حمزة القمي مناصب راقية في الجهاز الحاكم، و كان نوح بن دراج قاضياً لبغداد بعض الوقت وبعدها قاضياً للكوفة.
وأصبح البعض الآخر من الشيعة، مثل الحسين بن عبد اللّه النيشابوري حاكماً لبُست وسيستان، وتولّى الحكم بن عليا الأسدي حكم البحرين، وكان هذان
1-الخرائج والجرائح، ابن الراوندي:1/344; الإمام الجواد ـ عليه السَّلام ـ ، القزويني:152; بحار الأنوار:50/48.
2-كتب أبو الفداء (672ـ 721هـ) تقع بُست على ضفاف نهر الهند مند، مدينة من سجستان (سيستان) مدينة كبيرة وفيها نعم كثيرة ونخيل وكروم وتبعد عن غزنة أربع عشرة مرحلة.(تقويم البلدان: 391).