سیرة الأئمة علیهم السلام نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
بميوله إليهم.(1)
4. الدافع الرابع للمأمون هو خداع عامة الناس كما كان يقول: إنّي أحببت أن أكون جداً لامرئ ولده رسول اللّه وعلي بن أبي طالب، غير انّ هذه الخدعة لم تستمر لحسن الحظ حيث لم تلد ابنته وكان أولاد الإمام جميعهم من امرأة أُخرى.(2)
كانت هذه دوافع المأمون لهذا الزواج، ولكن يجب أن نعرف الآن لماذا وافق الإمام الجواد على هذا الزواج؟
وانطلاقاً من أنّ الإمام كان يعلم أهداف المأمون الواقعية من وراء ذلك، ويعرف أيضاً انّه هو الذي ارتكب تلك الجريمة العظمى بحقّ أبيه الإمام الرضا يبدو ان قبول الإمام بهذا الزواج كان على أثر الضغوط التي تلقّاها من المأمون مسبقاً، لأنّ هذا الزواج لا يعود بنفع إلاّ على المأمون وحده .
ويمكن أن نحتمل بأن ّتقرب الإمام من البلاط كان يمكن أن يكون له درعاً واقياً يمنع اغتياله على يد المعتصم، وعاملاً وقائياً من قمع رجال الشيعة البارزين وأصحاب الإمام بيد جلاوزة الخليفة، وهذا يشبه من جهة قبول الوزارة لهارون من علي بن يقطين بمعنى النفوذ في بلاط الخلافة لصالح الجبهة الشيعية.
قال حسين المكاري أحد أصحاب الإمام الجواد ـ عليه السَّلام ـ : دخلت على أبي جعفر ببغداد وهو على ما كان من أمره، فقلت في نفسي هذا الرجل لا يرجع إلى موطنه أبداً وهو بهذه الدعة والسعة، فأطرق الإمـام رأسـه ثمّ رفعـه وقد اصفرّ لـونه فقال: ياحسـين خـبز شعير وملـح جريش في حـرم رسـول اللّه أحب