وكان المتوكل جالساً مجلس الشراب، فأُدخل عليه الإمام والكأس في يده، فلمّا رآه هابه وعظّمه وأجلسه إلى جانبه وناوله الكأس التي كانت في يده.
فقال: «واللّه ما خامر لحمي ودمي قط، فاعفني» فأعفاه.
فقال: أنشدني شعراً.
فقال الإمام:« أنا قليل الرواية للشعر».
فقال: لابدّ، فأنشده الإمام ـ عليه السَّلام ـ :
فأثّر على المتوكل حتى بلت لحيته دموع عينه وبكى الحاضرون، وأمر المتوكل برفع الشراب، وقدّم للإمام أربعة آلاف درهم، وردّه إلى منزله مكرّماً.(1)
1-مروج الذهب:4/11; نور الأبصار:166; تذكرة الخواص: 361; وفيات الأعيان، ابن خلكان:3/272; مآثر الإنافة في معالم الخلافة:1/232، ويوجد بعض الاختلاف في عدد الأبيات بين المؤرّخين.