يستيقنوا بولادته ووجوده ويخبروا الشيعة عند الضرورة. وقد ذكر علماؤنا هذه اللقاءات على نطاق واسع.(1)
ولعلّ أهمّهذه اللقاءات هو لقاء أربعين شخصاً من أصحاب الإمام العسكري ـ عليه السَّلام ـ به وهو بالنحو التالي:
قال الحسن بن أيّوب بن نوح(2): اجتمعنا إلى أبي محمد العسكري نسأله عن الحجّة من بعده وفي مجلسه ـ عليه السَّلام ـ أربعون رجلاً، فقام إليه عثمان بن سعيد العمري ـ أحد وكلاء إمام الزمان فيما بعد ـ فقال له: يابن رسول اللّه أريد أن أسألك عن أمر أنت أعلم به منّي.
فقال ـ عليه السَّلام ـ له: «اجلس يا عثمان».
فقام مغضباً ليخرج فقال ـ عليه السَّلام ـ : «لا يخرجن أحد» فلم يخرج منّا أحد إلى أن كان بعد ساعة، فصاح ـ عليه السَّلام ـ بعثمان، فقام على قدميه فقال:«أخبركم بما جئتم؟».
قالوا: نعم يابن رسول اللّه.
قال ـ عليه السَّلام ـ : «جئتم تسألوني عن الحجّة بعدي؟».
قالوا: نعم. فإذا غلام كأنّه قطع قمر أشبه الناس بالإمام العسكري.
فقال ـ عليه السَّلام ـ : «هذا إمامكم من بعدي، وخليفتي عليكم أطيعوه، ولا تتفرّقوا من بعدي فتهلكوا في أديانكم ألا...».(3)
1-إكمال الدين: 434ـ 478; الإرشاد:350ـ 351; ينابيع المودة، سليمان القندوزي:3/123ـ 125.
2-وكما تقدّم في سيرة الإمام الهادي ـ عليه السَّلام ـ فانّ أيّوب بن نوح كان من وكلائه ـ عليه السَّلام ـ .
3-الغيبة الطوسي: 204; إكمال الدين:435; البحار:51/346; ينابيع المودة:3/123; منتخب الأثر، آية اللّه الشيخ لطف اللّه الصافي: 355.